كانت مدينة صفاقس شأنها شأن المدن الساحلية تنعم بشواطئها وكانت هناك علاقة وطيدة تربط المواطن بالبحر تدعمت خاصة خلال الستينات بتحسن تدريجي في نوعية الحياة والتوجه الذي كان سائدا آنذاك نحو “ثقافة الترفيه”. وكانت الشواطئ المعروفة سابقا ب “فاريو، حشاد والكازينو” المتلاصقة على طول حوالي750م تكاد تمثل المتنفس الوحيد لسكان المدينة العتيقة وباب البحر والأحياء المجاورة بصفة خاصة ولكل سكان صفاقس الكبرى بصفة عامة باعتبار قرب المسافة التي تفصلها عن البحر. هذا فضلا عن تواجد عديد المرافق والنشاطات والتجهيزات العمومية بالمنطقة من مقهى المالوف والأدواش البلدية والخدمات الصحية وسقالة القفز بمياه البحر مما مكّن من ربط علاقة وطيدة بين أهالي المدينة وشواطئ مدينتهم العريقة وتشجعهم على ارتيادها وفي إطار رؤية مستقبلية لمصالحة متساكني مدينة صفاقس مع البحر وإعادة إحياء هذه الشواطئ حتى تصبح من جديد متنفسا للمدينة، وبالتوازي مع إزالة كل مظاهر التلوث الذي أضر بالبيئة بصفة عامة والبحر بصفة خاصة، انكبت لجنة العمل التطوعي والمصالحة مع البحر على دراسة هذا الموضوع لإيجاد الحلول القانونية والعقارية والعمرانية لتفعيله. وقد تمحورت توصيات اللجنة حول تغيير صبغة الشواطئ المذكورة من الملك العمومي المينائي إلى ملك الدولة الخاص حتى تتمكن البلدية من تهيئتها وإحداث مرافق بها، كما اقترحت اللجنة ضرورة مكاتبة وزارة النقل والشركة الوطنية للسكك الحديدية لدراسة مقترح تحويل مسار السكة مع التوصية بحث شركة التنمية السياحية لشط القراقنة لضبط برنامج عمل لإحياء منطقة شط القراقنة هذا وستعرض هذه التوصيات على المجلس البلدي في دورته القادمة للمصادقة النهائية على هذا المشروع الذي إن تحقق سيجدد علاقة أبناء مدينة صفاقس بالبحر الذي كان يلعب دورا ترفيهيا وثقافيا وسط مدينة صفاقس.