تونس 5 ديسمبر 2009 (وات) المسرح الكلاسيكي هو عماد الفن الرابع ولا يجب ان يضمحل في ظل تطور الاشكال المسرحية المعاصرة هي الرسالة التي اراد هشام رستم ايصالها من خلال عمله المسرحي الجديد الممثل والملك لير الذى عرض امس الجمعة على خشبة المسرح البلدى بالعاصمة ضمن تظاهرة تونس تحتفي بالكوميديا . وتعد هذه المسرحية وفق تقديم مخرجها وبطلها هشام رستم عصارة تجربة جمعته بأب الفنون على امتداد خمسين سنة فضمنها روءاه الفكرية والمسرحية وارادها تكريما للمسرح الكلاسيكي الذى مثل نقطة قوة اغلب التجارب المسرحية في العالم ومن بينها المسرح التونسي الذى قدم كاليغولا و الملك لير و مراد الثالث . وتجرى احداث هذا العمل في غرفة احد الممثلين هشام رستم الذى بدا منغمسا في عالم غير عالمنا وهو مستلق يسترد انفاسه اثر ادائه للمرة الخمسين بعد المائة لشخصية الملك لير ثم ينتفض حين سماعه بان المسرح الذى قضى فيه سنوات طويلة من عمره وعاش بفضله في عوالم وردية في طريقه الى الهدم. ومن خلال الحوار الذى يجمعه بحارس المسرح الذى يطلب منه بالحاح مغادرة غرفته يطرح النص عديد الاشكاليات التي يعيشها الممثل في ممارسته لعمله وفي علاقته بالفضاء الخارجي ورغم محاولة الحارس اقناع الممثل بالتسليم بالامر الواقع في اشارة رمزية الى تراجع مكانة المسرح الكلاسيكي الا ان اصرار هذا الممثل يجعله يتحدى ما يجرى لينتصر لمبادئه. العمل يبدو في ظاهره وكأنه قراءة مسرحية جديدة تنضاف الى التجارب العالمية التي قدمت شخصية الملك لير ولكنه في الواقع رمز اعتمده هشام رستم للتاكيد ان الاصل في المسرح هو كلاسيكيته واعتماده على الادب العالمي الذى يرتقي بمضمونه ويلهم العاملين فيه ليقدموا افضل ما عندهم. الممثل والملك لير جديد هشام رستم الذى كان عائليا جدا حيث شاركته في التمثيل زوجته مارتين قفصي وشقيقته سيرين ووضع السينوغرافيا ابنه قيس رستم اختيار برره المخرج والبطل بقلة الامكانيات المادية رغم الدعم المادى الذى تلقاه من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ومن بعض المستشهرين. تجدر الاشارة الى ان تراجع المسرح الكلاسيكي الذى مثل محور هذا العمل المسرحي برز ايضا من خلال غياب الجمهور امس عن العرض حيث تابعه قرابة المائتي متفرج فقط.