المنستير 5 ديسمبر 2009 (وات) يقترن موسم جنى الزيتون فى ولاية المنستير بازدهار بعض الحرف التقليدية ذات الصلة حيث تشهد بعض مدن الجهة مع بداية موسم الخريف نسقا حثيثا فى صنع الادوات الفلاحية التقليدية ومن ابرزها المحراث و الصرارف او السلالم المستخدمة لجنى الزيتون. ويعرض الحرفيون بدكاكينهم أنواعا مختلفة من الصرارف وهى عبارة عن سلمين مثبتين الى بعضهما على الارض في شكل مثلث تتراوح اطوالهما بين مترين وثلاثة أمتار ونصف.ويتم بيعها بالاسواق الاسبوعية وبخاصة فى المكنين. كما ينشط بمدينة جمال أمهر الحرفيين فى صنع الادوات الفلاحية باعتماد خشب الزيتون على غرار السيد يوسف بن على عبيد البالغ من العمر 82 سنة والذى يستخدم قادومة ازميل ومبرد ليحول بكل اتقان غصن زيتون الى مخطاف او لقاحة عكاز علاوة على تثقيف أعواد الزيتون ذات قطر محدد تخبره عين الحرفى لتحولها الى هراوه وهى تسمية محلية للعصي المستعملة في عملية الجني. ويثمن السيد عبد الحميد العجمى بن عمر حرفى أصيل مدينة جمال يمتهن حرفة الخشب في مراوحة بين الطريقتين التقليدية وشبه العصرية جودة الصرافة التقليدية ومزاياها التي تظل حسب رايه أفضل من الصرافة المصنعة لمحافظتها على استعمال خشب الزيتون فى صنع الدرج . ويؤكد أن حرفة صنع الادوات الفلاحية التقليدية غير مهددة بالانقراض أمام ما هو مصنع لما تشهده هذه المعدات من اقبال على اقتنائها بمدن الجهة. وتسهم عملية زبيرة اشجار الزيتون المتزامنة مع جني الزيتون في احياء عدد من الحرف التقليدية كما هو الشان بهنشير الدلدول بمعتمدية زرمدين حيث تتركز مهنة الكرارطى المختص بصنع العربة المجرورة بدابة الذى يتولى جمع مخلفات الزبيرة من أوراق الزيتون التى تقدم علفا للمواشى في حين تنقل الاغصان بالشاحنات الصغيرة نحو الاماكن المخصصة لتحويلها الى فحم وهي من الحرف الاخرى التى تعرف حركية خلال موسم الزيتون. وتعد الحراثة ايضا من الحرف التقليدية التي تميز قطاع الزيتون رغم اعتماد الميكنة حيث يساعد استعمال المحراث المصنوع من خشب الزيتون على الحراثة السليمة للارض التي تتطلب عدم الاقتراب من شجرة الزيتون لتفادى الاضرار بجذوعها وجذورها. وفي المقابل سجلت بعض الحرف التقليدية المرتبطة بموسم الزيتون شبه انقراض كالحرفى المختص بتحويل قرون الاكباش وهى من الادوات الطبيعية للجنى اليدويى وتكفل الحفاظ على سلامة الثمرة وأغصان الزيتونة وقد اصبحت اليوم مصنعة من مادة البلاستيك التي تغيب فيها لمسة الحرفى المبدع.