تونس 9 ديسمبر 2009 (وات) مثلت مواضيع واقع المرأة العربية فى أوروبا والدور الاقتصادي والاجتماعي للمرأة العربية المهاجرة والكفاءات العلمية ومجالات البروز أبرز محاور الندوة السنوية لمركز جامعة الدول العربية بتونس التى انطلقت أشغالها يوم الأربعاء بتونس بمشاركة عدد هام من الخبراء والباحثين العرب فى مجالات المرأة والأسرة العربية والهجرة. وترمي الندوة الى مزيد التحسيس بالتحديات الثقافية والاجتماعية التى تعترض المرأة العربية المهاجرة وإيجاد الآليات الملائمة لتحصينها ضد مظاهر العزلة والتهميش فى مجتمعات دول الإقامة ودعم حضورها فى مختلف أوجه الحياة العامة. كما تهدف الى تعميق الحوار حول سبل التصدى لظاهرة الهجرة السرية وتوعية المراة العربية بانعكاساتها السلبية. وأكد السيد على الشاوش وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج ان المراة العربية المهاجرة تعيش مرحلة انتقالية عميقة ذات أبعاد حضارية وهو ما يتطلب العمل على مساعدتها حتى تتجاوزها بأمان مشيرا الى ان تواجد الأسرة العربية المهاجرة فى بيئة مغايرة يطرح عديد الإشكاليات الأخرى أبرزها تنامي بعض المظاهر السلبية كالتفكك الاسرى والعنف ضد المرأة والانقطاع المدرسي. وذكر فى هذا السياق بالجهود الكبيرة التى تبذلها تونس للنهوض بالمرأة المهاجرة ومن بينها إحداث 16 فضاء للأسرة بأهم المدن الاوروبية وكندا وتركيز خلايا إنصات وتوجيه لمساعدة المراة على حل مشاكلها وتشجيع الجمعيات التي تعنى بالإحاطة بالمرأة فى المهجر والتى يبلغ عددها الان 95 جمعية. كما تعمل تونس على دعم حقوق المراة المهاجرة التي تبلغ حوالي 28 بالمائة من مجموع التونسيين بالخارج والمحافظة على مكاسبها من خلال الاتفاقيات الثنائية التى تربطها بالبلدان المضيفة وكذلك اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي والمصادقة على البروتوكول المتعلق بمنع وقمع الاتجار بالأشخاص وخاصة النساء والأطفال. وبين في هذا السياق اهمية التفكير في احداث مرصد للمراة العربية المهاجرة يعنى بشؤونها ويتكفل بانجاز دراسات حول أوضاعها. ومن جهته أوضح السيد الشاذلي النفاتي الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس مركز الجامعة بتونس ان حركة الهجرة النسوية العربية حديثة نسبيا حيث بدأت تبرز كظاهرة تستوجب البحث والدراسة خلال العقدين الأخيرين مع بروز أجيال جديدة من النساء المقيمات فى بلدان الاستقبال ومع تنامي حركة هجرة الكفاءات العلمية من النساء وهي عوامل ساهمت فى اكتساب الهجرة أبعادا اجتماعية وثقافية وسياسية لم تكن مطروحة من قبل.