قمرت 9 ديسمبر 2009 (وات) بتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي تولى السيد محمد الغنوشي الوزير الأول ظهر يوم الأربعاء اختتام المؤتمر الدولي حول تشغيل ذوى الاحتياجات الخصوصية ورعايتهم المنعقد ايام 7 و8 و9 ديسمبر الجاري بالاشتراك بين المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة وجمعية "بسمة" للنهوض بتشغيل المعوقين. وأثنى الوزير الاول في كلمته على ما عبر عنه المشاركون من إشادة بتمشي تونس في مجال رعاية ذوى الاحتياجات الخصوصية والنهوض بالاشخاص المعوقين وتاهيلهم وادماجهم في الحياة النشيطة ومن تثمين للدور النشيط الذى تضطلع به جمعية بسمة للنهوض بتشغيل المعوقين وتاطيرهم وفتح الافاق امامهم. كما اثنى على تبنيهم مقترح السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية بوضع جائزة دولية سنوية لأحسن جمعية محلية مختصة في النشاط الصحي والاجتماعي تتميز بإدماج اكبر عدد ممكن من أصحاب الاحتياجات الخصوصية في الحياة العملية. واكد ان تنظيم هذا المؤتمر المتميز تحت سامى رعاية الرئيس زين العابدين بن على لخير تأكيد على ما يوليه سيادته من فائق الاهتمام بالاحاطة بالفئات ذات الاحتياجات الخصوصية والنهوض باوضاعها وادماجها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية. وبين ان هذا الاهتمام يتنزل في صميم تكريس حقوق الانسان وصيانة كرامة الفرد كما ينبع من الاقتناع بان ذوى الاحتياجات الخصوصية بصفة عامة والمعوقين على وجه الخصوص مواطنون كاملو الحقوق. وأضاف ان الاختيارات المنتهجة منذ تحول السابع من نوفمبر 1987 ترتكز على تأمين الاحاطة التامة بالعنصر البشرى والنهوض بالانسان ودرء كل اشكال الاقصاء والتهميش وتوفير حظوظ الارتقاء في السلم الاجتماعية ومقومات النماء والرفاه للجميع مع تكفل الدولة والمجموعة الوطنية بذوى الاحتياجات الخصوصية او الذين يواجهون صعوبات واشكاليات خارجة عن ارادتهم الذاتية. وبين ان البعد الاجتماعي للمنوال التنموى يظل ثابتا وجوهريا يحرص رئيس الدولة على ترسيخه باستمرار. ومن هذا المنطلق فان العمل على دعم نجاعة الاقتصاد الوطني وتفتحه وتعزيز اندراجه في الفضاء الاقتصادى المعولم يقترن بالحرص الدؤوب على توزيع ثمار النمو باقرب ما يكون من العدل على كافة الفئات دون استثناء. وأشار السيد محمد الغنوشي الى التحويلات الاجتماعية التي تمثل احد ابرز تجليات هذا التمشي اذ بلغت 19 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي لتخصص لقطاعات التربية والتعليم والصحة ودعم المواد الاساسية وتوفير سائر الخدمات الاجتماعية الى جانب كونها تشمل العناية والاحاطة بالمعوقين وذوى الاحتياجات الخصوصية ومساعدتهم على تخطي ما يعترضهم من صعوبات. وتطرق الوزير الاول الى التشغيل الذى يحتل الصدارة ضمن مقومات تأمين كرامة الفرد مبينا ان الجهود ترتكز على استغلال كل الامكانيات المتاحة لاحداث مواطن الشغل وموارد الرزق ولتوسيع افاق الادماج في الحياة المهنية لكل من بلغوا سن الشغل بمن فيهم المعوقون. وبين ان هذا التمشي قد تجلى من خلال كلمة السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية رئيسة منظمة المراة العربية ورئيسة جمعية بسمة للنهوض بتشغيل المعوقين في افتتاح هذا المؤتمر والتي ابرزت اهمية الجهود المبذولة على عديد المستويات لتأمين الادماج المهني لفائدة هذه الفئة ولضمان التكوين الملائم للمعوقين. كما بينت اهمية وشمولية التوجهات والاهداف التي يتضمنها البرنامج الرئاسي للسنوات الخمس القادمة من اجل تدعيم هذه الجهود. ولاحظ الوزير الاول ان الخيارات المعتمدة في تونس ترتكز على السعي الدؤوب من أجل اضطلاع الدولة ومؤسساتها بالمهام المنوطة بعهدتها في مختلف المجالات على الوجه الافضل كما انها ترتكز على توطيد أركان المجتمع المدني المستند الى قيم البذل والعطاء والتضامن والتكافل وعلى تعزيز العمل الجمعياتي وتشجيع المبادرات الخيرة والعزائم الصادقة واستنهاض كل الطاقات العاملة من اجل تكريس هذه القيم النبيلة والتطوع لخدمة المجموعة الوطنية. وأعرب عن الاعتزاز بما تبذله مكونات المجتمع المدني من جهود في مختلف مجالات نشاطها مبرزا بالخصوص الاسهام الفاعل للجمعيات الناشطة في مجال الاحاطة بذوى الاحتياجات الخصوصية والمعوقين في تدعيم رصيد العمل الانساني والاجتماعي وادماج الفئات المستهدفة في الحياة العامة. وابرز الدور المحورى الذى تضطلع به جمعية بسمة للنهوض بتشغيل المعوقين في هذا السياق والذى اثبت نجاعته ومردوده من خلال المساهمة في تغيير العقليات في اتجاه تساوى الحظوظ بين الأشخاص المعوقين وغير المعوقين وتنمية روح المبادرة والاعتماد على الذات لدى الاشخاص المعوقين. وأكد السيد محمد الغنوشي إيمان تونس بأهمية تكامل السعي من اجل النهوض بذوى الاحتياجات الخصوصية مع روافد التعاون الاقليمي والدولي وبقيمة دعم فضاءات العمل المشتركة لتبادل المعلومات والخبرات وتفعيل آليات الشراكة على مستويات الوقاية من الاعاقة والتكوين والتدريب والتأهيل لفائدة الفئات المعنية موضحا ان المقترحات والتوصيات العملية التي انبثقت عن هذا المؤتمر والتي تضمنها نداء تونس من اجل النهوض بتشغيل الفئات ذات الاحتياجات الخصوصية لتمثل مرجعا ثريا ينير معالم الطريق لتفعيل السياسات المنتهجة في مجال العناية والاحاطة بهذه الفئات وصيانة حقوقها ومساعدتها على الاندماج في محيطها وإحكام توظيف طاقاتها وتامين مساهمتها في مجهود التنمية التقدم. وأبرز الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة الايسيسكو من جهته الدعم الموصول الذى ما انفك يوليه الرئيس زين العابدين بن علي لنشاط الايسيسكو وآخرها هذا المؤتمر ملاحظا أن الكلمة التوجيهية التي القتها السيدة ليلى بن علي في افتتاح المؤتمر كانت مصدر دعم معنوى ومبعث تشجيع وتحفيز لبحث المحاور بقدر كبير من الدقة في العمل والتعمق في البحث والمناقشة. وأكد ان الايسيسكو ستعمل بالتعاون مع جمعية بسمة ومع المنظمات والجمعيات ذات الاهتمام المشترك ومع الدول الاعضاء كافة لتنفيذ ما ورد في "نداء تونس من أجل النهوض بتشغيل المعوقين" من توصيات مبينا أن هذا النداء يعد اضافة بالغة القيمة والاهمية للوثائق الدولية التي صدرت خلال السنوات الاخيرة عن مؤتمرات دولية عقدت بتونس. وألقى السيد محمد الطراونة رئيس اللجنة الدولية لرصد الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوى الاعاقة كلمة اعرب فيها باسم المشاركين في المؤتمر عن احر التهاني للرئيس زين العابدين بن علي على الثقة الكبيرة التي يحظى بها لدى الشعب التونسي والتي تجلت من خلال الانتخابات الاخيرة كما نوه برعاية السيدة ليلى بن علي للمؤتمر وبما تضمنته كلمتها في افتتاح أشغاله من توجهات داعيا الدول العربية والاسلامية الاعضاء في الايسيسكو إلى الاسراع بالمصادقة على الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص المعوقين وبروتوكولها الاختيارى باعتبارها مكسبا حقيقيا لهذه الفئة.