تونس 13 جوان 2009 (وات) تمثل الفنون الجميلة أرضية خصبة لإبراز الطاقات الإبداعية الخلاقة التي جسمتها أعمال طلبة المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس في المعرض السنوي الذي نظمته هذه المؤسسة مؤخرا بدار الفنون بالبلفدير. ويكتشف الزائر لهذا المعرض الذي وضع تحت عنوان "هذه ليست بممسحة" مدى قدرة هؤلاء الطلبة على تطوير استعمالات خرقة القماش التي تصنع منها الممسحة لأغراض فنية تشكيلية تجمع بين الابتكارات السريالية والرسوم المستوحاة من الصناعات التقليدية والتصاميم المشكلة على طراز السجاد الحائطي واللوحات الخطية. وتكمن طرافة هذا المعرض في كيفية تطويع مادة بسيطة تستعمل عادة في التنظيف المنزلي لاستنباط قطع فنية ذات قيمة جمالية متميزة على غرار منحوتات في شكل دمى مكسوة بازياء دقيقة التصميم ومزركشة بالوان زاهية واخرى بالابيض والاسود فمنها ما يجسد رقصة صوفية في حين تعبر أخرى عن العاب السرك وعن مشاهد احتفالية متنوعة. وفسحت الصناعات التقليدية التونسية مجالا خياليا واسعا لطلبة معهد الفنون الجميلة الذين ركزوا في ابتكاراتهم على المنسوجات وفن التطريز لحياكة البرنس والستائر وصنع حقائب اليد والمداس ونسج المرقوم فجاءت تصاميمهم وكأنها قطع حقيقية تؤكد مهارة في التكوين والماما بخاصيات الفنون الجميلة والحرف. أما منمنمات الهندسة المعمارية فتجسمت في توظيف خرقة القماش لخاصيات الاشكال الهندسية بخطوطها المتشابكة والمتوازية في بعض القطع والموحية احيانا بمناظر طبيعية تسبح بالخيال في أعماق اليم والصحراء. ومن التحف الطريفة التي ميزت المعرض التوليفة المتناسقة للآلات الموسيقية القديمة منها والحديثة مثل الات الهارب والرباب والقيثارة والبيانو والتي شكلها الطلبة في قالب جمالي أنيق.