تونس (وات) - أكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات كمال الجندوبي متابعة الهيئة عن كثب لعمليات التسجيل الخاصة بانتخابات المجلس الوطني التأسيسي موضحا انه سيتم قريبا اتخاذ إجراءات كفيلة بمزيد حفز المواطنين على الإقبال على مكاتب التسجيل. وكشف أنه رغم التطور المسجل في عدد المسجلين خلال الأيام الماضية والذي بلغ مليونا و350 الف مواطنا إلا أن النسبة العامة للإقبال على التسجيل لم تتجاوز 16 بالمائة من العدد الجملي للتونسيين الحاملين لبطاقات تعريف وطنية. كما أشار خلال ندوة صحفية عقدتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات صباح يوم الجمعة بمقرها بالعاصمة إلى ضعف إقبال النساء على مكاتب التسجيل حيث لم تتعد نسبتهن 13 بالمائة فيما بلغت نسبة التسجيل لدى الرجال 20 بالمائة غالبيتهم ينتمون الى الشريحة العمرية (30 -41 سنة). واعتبر الجندوبي نسبة إقبال التونسيين على مكاتب التسجيل"دون المأمول" مبينا انه تم اتخاذ تدابير للاقتراب أكثر من المواطن من ذلك الانطلاق في استعمال مكاتب تسجيل متنقلة وتمكين المواطنين من التثبت من أسمائهم المدرجة بالقائمات الانتخابية عن طريق إرساليات قصيرة فضلا عن إعداد منظومة خاصة بتسجيل التونسيين بالخارج الموجودين حاليا في البلاد. ودعا رئيس الهيئة التونسيين الى الإقبال على التسجيل بالقائمات الانتخابية معتبرا انه من مهام مكونات المجتمع المدني والأحزاب السياسية وأجهزة الإعلام دعوة المواطنين إلى التسجيل قائلا "لقد انتهى عهد إيصال بطاقة الناخب إلى المواطنين وهم في منازلهم، يجب على التونسيين المشاركة في رسم مستقبل البلاد". كما اعتبر بطاقة الناخب "شهادة مواطنة" مؤكدا على أن "الشرعية الآن للشعب التونسي دون وصاية من أي طرف وهو ما يلزم كل مواطن بالتعبير عن إرادته وتصوره للمستقبل الذي يراه مناسبا للبلاد". ولم يخف كمال الجندوبي وجود بعض الصعوبات في عمل مكاتب الهيئات الفرعية ومكاتب التسجيل معتبرا ان الأمر راجع لعدم تعود البلاد على مثل هذه الوضعيات"إلا أن هذا لا يقلل من العمل الذي تقوم به الهيئة التي يبقى رهانها الأكبر إنجاح انتخابات 23 اكتوبر القادم بعيدا عن أي اجندا سياسية". وبخصوص عدم استعانة الهيئة بالكفاءات الوطنية الموجودة بالإدارات العمومية، أوضح رئيس الهيئة أن ذلك غير مطروح بالمرة للرابط الموجود بين الغالبية الساحقة لهذه الكفاءات بحزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل و"الحال أن المرسوم المحدث للهيئة يشترط على كل عضو من اعضائها أن يكون مستقلا وان لم يكن منتميا إلى اي حزب سياسي وهو ما لا يتوفر في هذه الكفاءات". وفي سياق آخر أوضح كمال الجندوبي أن الهيئة فتحت منذ 27 جويلية الجاري وإلى أجل غير محدد باب التسجيل للملاحظين التونسيين والأجانب للإشراف على مختلف مراحل العملية الانتخابية مبديا الاستعداد التام للهيئة للتعاون مع جميع الملاحظين الذين سيتم اعتمادهم وفقا لمعايير الدولية ولمضامين مدونة حسن سلوك الملاحظين التي اعدتها. ومن جهتها نفت عضو الهيئة منية العابد وجود رابط بين اشتراط توفر شرط الخبرة لدى كل من يأنس في نفسه الترشح لخطة ملاحظ وبين ملاحظي المحطات الانتخابية التي عاشتها البلاد سابقا موضحة أن شرط الخبرة لا يعني اعتماد ملاحظين اشرفوا على محطات انتخابية سابقة في عهد المخلوع بل الخبرة تعني "الرصيد النضالي والرصيد المعرفي للمترشح ومدى خضوعه للتدريب في هذا المجال من قبل مكونات المجتمع المدني". وبدورها نفت مديرة برنامج بعثة المراقبة الانتخابية في تونس"ذو كارتر سنتر جنيفر بليتز أن تكون قد انتقدت عمل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مثلما اوردت ذلك إحدى الصحف الأسبوعية في تونس موضحة أنها طالبت من الصحيفة نشر تكذيب لما نسبته إليها خاصة أنها مازالت لم تتحصل على صفة ملاحظ في انتخابات 23 أكتوبر القادم إلى حد الآن.
