باريس (وات) -أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل اثر قمة جمعتهما يوم الثلاثاء في باريس أن فرنساوألمانيا ستقترحان على شركائهما الأوروبيين إنشاء " حكومة حقيقية لمنطقة اليورو " وفرض ضريبة على المعاملات المالية . وأوضح ساركوزي في مؤتمر صحفي مشترك مع ميركل أنهما يقترحان أن تكون هذه الحكومة الاقتصادية الجديدة التي تعين لولاية تستمر سنتين ونصف السنة وتجتمع مرتين في العام برئاسة الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي البلجيكي هيرمان فان رومبوي . وقال الرئيس الفرنسي " اننا نتجه إلى اندماج اقتصادي معزز في منطقة اليورو " وذلك بعدما أدى انعدام التنسيق بين الدول التي تعتمد العملة الأوروبية الموحدة " اليورو " إلى بلبلة شديدة في الأسواق المالية في الفترة الأخيرة . وقالت ميركل " تشعر ألمانياوفرنسا بأنهما ملزمتان بتقوية اليورو باعتباره عملتنا المشتركة وتطويره. ومن الواضع تماما أننا نحتاج لكي يحدث هذا إلى تفاعل السياسة المالية والاقتصادية في منطقة اليورو " . من جهة أخرى اقترحت باريس وبرلين ان تقر الدول ال17 الأعضاء في منطقة اليورو (من بين 27 دولة في الاتحاد الأوروبي) قبل صيف 2012 قاعدة تقضي بتصحيح ميزانياتها وهي قاعدة متبعة في ألمانيا ويجرى إقرارها في فرنسا . وستسمح هذه القاعدة بتخفيض العجز الهائل في الميزانيات العامة الذي تتسبب بالأزمة التي تشهدها منطقة اليورو منذ أشهر . وأوضح ساركوزي أن اقتراحهما بأنه يجب على حكومات منطقة اليورو وضع قواعد تقيد عجز الميزانية في دساتيرها سيكون في حالة تبنيه إلزاميا وليس اختياريا . كما أفاد ساركوزي ان وزيري المالية الألماني والفرنسي سيطرحان على طاولة الهيئات الأوروبية اقتراحا مشتركا اعتبارا من سبتمبر المقبل ينص على فرض ضريبة على المعاملات المالية فيما اعتبرت ميركل هذه الضريبة " ضرورة واضحة " . وتسبب إقبال المتعاملين في أسواق المال على البيع في خسائر بلغت نحو أربعة آلاف مليار دولار للأسهم العالمية هذا الشهر وأدى إلى حظر مؤقت على عمليات البيع على المكشوف في أوروبا. وكانت تصريحات زعيمي أقوى اقتصادين في منطقة اليورو تنتظر بترقب شديد في الأسواق المالية وسط المخاوف الناجمة عن أزمة الديون وبعد صدور أرقام مخيبة للأمل كشفت عن تباطوء النمو في منطقة اليورو . وفي أسواق العملات سجل اليورو ارتفاعا مقابل الدولار الأمريكي بعد التصريحات الفرنسية والألمانية بعدما أغلقت البورصات الأوروبية قبيل المؤتمر الصحفي على تفاؤل طفيف فخسرت بورصة باريس 25ر0 بالمائة وبورصة فرانكفورت 45ر0 بالمائة . وعلى صعيد آخر أعرب كلا ساركوزي وميركل عن معارضتهما لإصدار سندات أوروبية تحل محل سندات الخزينة الوطنية التي تصدرها كل دولة وفق إجراء اقترحته عدة دول أخرى وكذلك مفوضية الاتحاد الأوروبي سعيا لطمأنة الأسواق . وأكدت المستشارة الألمانية أنها لا تعتقد ان " السندات الأوروبية ستساعدنا اليوم " فيما أوضح ساركوزي أن هذه السندات ستعرض الدول الأفضل تصنيفا "لخطر بالغ " ولا يمكن اعتمادها الا " كنتيجة لعملية اندماج " . كذلك عارض ساركوزي وميركل زيادة ميزانية الصندوق الأوروبي للاستقرار المالي معتبرين ان الميزانية الحالية البالغة 440 مليار يورو كافية لإقراض الدول في منطقة اليورو التي تواجه صعوبات مالية .