تونس (وات) - اكد السيد الطيب البكوش وزير التربية فى تصريح ل(وات) ان الاصلاح التربوي وتحسين جودة التعليم يمثلان اولوية مطلقة فى تونس ما بعد ثورة 14 جانفى. واشار الى ان عدة لجان تم احداثها لهذا الغرض وهي تعمل على تقييم مردودية المنظومة التربوية واقتراح افضل الاصلاحات الممكنة ورفعها للحكومة المقبلة. وقد اولت جل الاحزاب السياسية المترشحة لانتخابات المجلس الوطني التاسيسي ضمن برامجها الانتخابية اهتماما خاصا بهذا الجانب. ومن الاسباب التى حتمت الاسراع باصلاح المنظومة التربوية عدم ملائمة الشهادات مع حاجيات سوق الشغل وارتفاع معدلات البطالة خاصة فى صفوف اصحاب شهادات التعليم العالي. وفى هذا الاطار بات من الضروري اعادة النظر فى البرامج التربوية واساليب التعليم انطلاقا من السنة الاولى من التعليم الاساسي والى غاية المرحلة الجامعية بهدف احكام اعداد شبابنا الى الحياة العملية. وذكرت السيدة سنا محجوب وهي مرشدة مختصة فى التوجيه المدرسي والجامعي ان النظام التربوي فى تونس قد ساهم على امتداد العقود الماضية فى تكوين عشرات الالاف من الكفاءات ولكن هذه المرحلة تميزت بالبحث عن الكم اكثر من الكيف. وخلصت العديد من الدراسات التى تناولت المنظومة التربوية فى تونس خلال السنوات الماضية الى سيطرة الجوانب الكمية فى البرامج التربوية وضعف المهارات المكتسبة لدى التلاميذ فى اللغات والرياضيات والذى ولد لديهم صعوبات فى التواصل مع المحيط وفى التحرير وفى حل المشاكل العلمية والحسابية فضلا عن تواضع ثقافتهم العامة حتى تلك المتعلقة بتونس. وفى سياق اخر افاد احد المعلمين ان غياب النقاشات فى الاقسام واعتماد ثقافة/حشو عقول التلاميذ/ لم تساعد على تطوير نواحي التحليل والتاليف لدى الاطفال. وقد ادى هذا الامر الى تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية التى شملت كل المستويات التعليمية ومنها المرحلة الاساسية. كذلك من السلبيات التى تمت ملاحظتها فى المنظومة التربوية تواضع تدريس الاعلامية فى المؤسسات التعليمية العمومية ويعود ذلك اساسا الى غياب المخابر المختصة والتجهيزات الضرورية. من ناحية اخرى اشار احد المربين من نابل الى اهمية تكثيف الانشطة الثقافية والفنية بما يسمح للتلاميذ بتنمية مواهبهم والترويح عن النفس. استاذ اخر بالمعهد الثانوي ببئر القصعة من ولاية بن عروس اشتكى من غياب التجهيزات الخاصة بانجاز الاشغال التطبيقية والتجارب العلمية فى مادة العلوم الطبيعية. ويؤكد عدد من المربين على حتمية دعم التكوين المستمر لفائدة اطار التدريس وتحسين مهاراته فى مجال التحكم فى تقنيات الاتصال والمعلومات لتطوير جودة التعليم. اما الاولياء فانهم يطالبون من جهتهم بتطوير جودة التعليم ومراجعة الزمن المدرسي وبحق ابنائهم فى الدراسة فى مؤسسات تربوية غير بعيدة عن سكناهم وتتوفر على حد ادنى من الرفاه المدرسي. ومن هذا المنطلق وبهدف انجاح عملية اصلاح المنظومة التربوية بات من الضروري اليوم فتح حوار معمق بين جميع الاطراف المعنية من مربين واولياء وتلاميذ ورؤساء مؤسسات من اجل ضمان تكوين ذو جودة للاجيال القادمة.