تونس (وات) - أكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات كمال الجندوبي على أهمية إنجاح الحملة الانتخابية لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي باعتبارها محطة مفصلية ومحورية في مسار الانتقال الديمقراطي الذي تشهده تونس. واعتبر الجندوبي في ندوة صحفية يوم الثلاثاء بالعاصمة ان الاستعدادات للحملة الانتخابية كانت جيدة حيث تم التنسيق مع كافة الأطراف المعنية من اجل توفير جميع الظروف اللوجستية اللازمة لإنجاح هذه الانتخابات. وأعلن في هذا الصدد ان صناديق الاقتراع والاختام والخلوات متوفرة تحت حماية الجيش الوطني على ان يتم توزيعها في الأيام المقبلة على مراكز الاقتراع. كما أشار إلى انه يتم حاليا القيام بطباعة بطاقات الاقتراع . وأكد الجندوبي من جهة أخرى حرص الهيئة على تطبيق المرسوم المنظم للحملة الانتخابية والقاضي بتحجير الدعاية في أماكن العبادة والعمل وفي المؤسسات ومنع توزيع البرامج الانتخابية من قبل أعوان السلط العمومية، إضافة إلى عدم السماح بالدعوات إلى الكراهية والعنف والتمييز. وبعد أن شدد على حق المرشحين في عقد اجتماعاتهم الانتخابية بحسب ما يسمح به القانون، دعا الجندوبي كافة القائمات المترشحة إلى التعاون مع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في ما يتعلق بالشروط التنظيمية، ومن ضمنها الإعلام قبل 72 ساعة بعقد الاجتماعات والتنسيق في ذلك مع الأجهزة الأمنية. وأكد على أهمية ان تدور الانتخابات في كنف الهدوء والأمن قائلا في هذا الصدد "لا انتخابات دون امن وأمان"، معربا عن ارتياحه لما شهده الوضع الأمني العام مؤخرا من تحسن حيث توقفت الإضرابات والاعتصامات وهو ما من شأنه أن يضمن حسن سير العملية الانتخابية. وعزى الجندوبي سبب الانطلاقة المحتشمة للحملة الانتخابية إلى أن عددا من القائمات لم تكن جاهزة في الموعود المطلوب إلى جانب نقص تجربة المترشحين في ما يتعلق بمثل هذه المواعيد السياسية، إلا انه أعرب عن الرضى عن حسن سير العملية داخل البلاد وخارجها واصفا المخالفات المسجلة ب"الهامشية" و"الضعيفة جدا". وتطرق إلى الآليات التي وضعتها الهيئة العليا لمراقبة الحملة الانتخابية، مشيرا بالخصوص إلى انتداب 810 من المراقبين مع إمكانية الرفع من عددهم مستقبلا، وتركيز وحدة لمتابعة أداء الإعلام ورصد محتوى ما تبثه القنوات التلفزية وما تنشره الصحف بهدف ضمان أقصى قدر من الحياد. وأعلن الجندوبي عن تركيز منظومة جديدة سيبدأ العمل بها حالا وتتمثل في إرسال تقارير المراقبين بصورة فورية للتحقق منها سعيا لضمان سلامة الانتخابات وأمن المسار الانتخابي. وكشف الجندوبي أيضا عن نية الهيئة إطلاق حملة تحسيسية في الأيام المقبلة تحت شعار "تونس تنتخب". وسيتم بالمناسبة إصدار دليل الإجراءات ودليل الناخب ونشر مطبوعات وملصقات تهدف إلى توعية المواطنين بأهمية الانتخاب. وفي ما يتعلق بمسالة تمويل الحملة الانتخابية، أكد الجندوبي أن دور الهيئة يقتصر على إحالة الأرقام البنكية إلى وزارة المالية التي تتولى تنسيق العملية. وأوضح أن أي تأخير في إسناد المنحة يعود الى عدم قيام المنتفعين بمد المسؤولين بمعرف حسابهم البنكي، مشيرا إلى تحصل ثلاثة أرباع المعنيين على مستحقاتهم في هذه المرحلة، علما ان القسط الثاني من المنحة سيتم صرفه في العشرة أيام الأخيرة من الحملة. وفي سياق رده على أسئلة الصحافيين، أوضح الجندوبي ان قرار منع الإعلام الأجنبي من الاتصال بالمرشحين لا يعني منعهم من أداء مهامهم الصحفية، اذ بإمكانهم تغطية كافة الأنشطة والاجتماعات وإجراء الحوارات شرط أن لا يكون ذلك مع المترشحين أنفسهم. وقال الجندوبي أن القرار جاء في سياق تمسك الهيئة بمبدأ المساواة بين المتنافسين وتوفير تكافؤ الفرص بين الجميع، مشيرا إلى انه تم تمكين كل القائمات من تسجيل ومضات تلفزية بالتساوي مع دعوة أجهزة الإعلام الخاصة إلى تقديم برامجها للهيئة للموافقة عليها. وذكرت سعاد تريكي القلعي نائبة رئيس الهيئة العليا خلال هذه الندوة الصحفية أن المشاورات متواصلة مع الجانب الكندي في خصوص السماح للتونسيين المقيمين في كندا بالقيام بواجبهم الانتخابي، مبرزة أن هذه المشاورات قد تفضي إلى حلول مقبولة من الطرفين في هذا الخصوص.