تونس (وات) - ما يزال شريط "برسيبوليس" الكرتوني الذي بثته مؤخرا قناة "نسمة تي في" يستأثر باهتمام عديد الأحزاب السياسية الوطنية، التي استنكرت في بيانات لها اليوم الثلاثاء، ما احتواه الشريط من مشاهد تجسد الذات الإلهية، مثلما دعت إلى رفض //العنف أداة للتعبير// وإلى استعمال منطق الحوار سبيلا للتعبير عن الآراء المخالفة. فقد أدان حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي اللجوء إلى العنف كأداة للتعبير، رافضا //المساس بالمقدسات الدينية مهما كانت التبريرات//. وأكد الحزب في بيانه أن هذه المقدسات والثوابت الوطنية //خط أحمر لا يمكن لأي كان تجاوزه وأن حرية الإعلام وغيرها من الحريات لا يمكن أن تعلو عليها، مهما كانت الجهات التي تقف وراءها//. ومن جهته اتهم حزب قوى 14 جانفي 2011 القناة التلفزية الخاصة بالمساس الصارخ بمقدسات الشعب التونسي، بعد تمريرها لشريط "برسيبوليس" أي "بلاد فارس" الذي وصفه الحزب ب//المنافي لقيمنا الإسلامية الراقية//. وأدان الحزب في بيان له اختيار هذه القناة بث هذا الشريط //في ظرف حساس تتطلع فيه البلاد إلى القطع مع الماضي الأليم وتستعد بنسق حثيث لمرحلة جديدة أساسها الديمقراطية والعدالة والمساواة//. وبدوره ندد حزب الشباب الحر بشدة صمت الحكومة إزاء بث هذا الشريط، منددا بقناة "نسمة" وصاحبها. وكتب في بيانه //الإسلام هو الحداثة وهو من أكد على الانفتاح وشجع على طلب العلم والأخذ بناصية العلم ولم ينكر على أحد التبصر الثقافي//. على صعيد آخر عبر الحزب الاجتماعي التحرري عن عميق استنكاره للأعمال التي قامت بها مجموعة من المتشددين احتجاجا على مضمون الفيلم وللأحداث التي جدت في كلية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة والتي قال إنها //أحداث منافية لقيم الحرية والديمقراطية والحداثة// مستنكرا هذه //الممارسات الخطيرة الشاذة عن العقلية التونسية السائدة//. واعتبر الحزب في بيانه أن من مسؤولية الجميع مقاومة كل أشكال التحجر الفكري والتعصب الديني، داعيا كل الأطراف إلى //التحلي بالمسؤولية وضبط النفس والابتعاد عن التشنج والعنف والإقصاء وإلى استعمال لغة الحوار والسبل السلمية للتعبير عن الآراء المخالفة//.