تونس (وات) - يتوجه الناخبون التونسيون إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد 23 أكتوبر 2011 لاختيار أعضاء المجلس الوطني التأسيسي في أول انتخابات تعددية حقيقية تشهدها تونس المستقلة. وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها على الساعة السابعة صباحا وتغلق في الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي. وتشرف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي أحدثت بمقتضى المرسوم عدد 27 لسنة 2011 المؤرخ في 18 أفريل 2011، على تنظيم انتخابات المجلس التأسيسي، حيث عملت على وضع مبادئ عامة تحترم مبدأ المساواة بين القائمات المترشحة وبين الناخبين وعلى توحيد إجراءات الإقتراع في كل المكاتب. ويعرف مركز الإقتراع على أنه فضاء عمومي يشتمل على مكتب أو عدة مكاتب إقتراع ولا يجوز أن يكون تابعا لحزب سياسي أو جمعية أو منظمة غير حكومية، وفق ما ينص عليه الفصل 54 من المرسوم المتعلق بانتخابات المجلس الوطني التأسيسي. وتعين الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات مقرات مكاتب الإقتراع وتضبط قائمة هذه المكاتب الموزعة على كامل تراب الجمهورية مركزيا وجهويا ومحليا وبمقرات القنصليات والبعثات الديبلوماسية والمراكز التي يتم ضبطها بالخارج. وتتلخص المبادئ العامة لعملية الإقتراع في حق كل تونسي مرسم بقائمة الناخبين، في ممارسة حقه الإنتخابي وفي وجوب التصويت الشخصي حيث لا يجوز، بأي حال من الأحوال، التصويت بالوكالة إضافة إلى وجوب الإقتراع في المكتب الذي ورد فيه إسم الناخب بقائمة الناخبين الخاصة به. وتفاديا لتكرار عملية التصويت يمنع الناخب من وضع مادة عازلة على سبابة يده اليسرى أو اليمنى، حيث سيطلب منه وجوبا غمس سبابة يده اليسرى في "الحبر الانتخابي" وإذا رفض هذه الإجراء يحرم من التصويت. وتعتبر سرية الإقتراع حقا مشروعا لكل ناخب ولا يجب الإخلال بها حيث لا تجوز ممارسة الإ قتراع العلني. كما يجب أن تتم بصفة شفافة تمكن ممثلي القائمات المترشحة والملاحظين المحليين والدوليين والصحفيين المعتمدين من قبل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات من مراقبتها في إطارالإلتزام بقواعد السلوك الخاصة بهم. ويتم التصويت على القائمات في دورة واحدة وتوزع المقاعد في مستوى الدوائر الإنتخابية على أساس التمثيل النسبي مع الأخذ بأكبر البقايا، حيث يتم في مرحلة أولى إسناد عدد من المقاعد لكل قائمة حسب عدد المرات التي تحصلت فيها على الحاصل الإنتخابي في الدائرة، وهو حاصل قسمة عدد الأصوات المصرح بها على عدد المقاعد المخصصة للدائرة، ثم يقع في مرحلة ثانية توزيع بقية المقاعد التي لم توزع على أساس أكبر البقايا في مستوى الدائرة وإذا تساوت بقايا قائمتين أوأكثر يتم تغليب المترشح الأصغر سنا. وسيجد الناخب أمامه يوم الإقتراع ورقة واحدة كبيرة تتضمن عدد القائمات في الدائرة الإنتخابية، مرتبة حسب عمليات القرعة التي أجريت بين مختلف اللوائح الانتخابية المتنافسة وتحتوي على خانة أولى مخصصة للعدد الرتبي للقائمات وثانية عليها شعار الأحزاب والمستقلين والائتلافات وخانة ثالثة بها أسماء الاحزاب والقائمات ورابعة مخصصة للناخب ليقوم بالتصويت على القائمة التي سيختارها. وأوضح العضو المكلف بالتكوين صلب الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات محمد الصغير العاشوري، أن الناخب سيسحب بنفسه ورقة التصويت من فوق المنضدة المخصصة للغرض ويدخل الخلوة وجوبا ليصوت بوضع علامة /قاطع ومقطوع/ أمام القائمة التي يختارها ولا يجوز له اختيار أكثر من قائمة واحدة أو شطب أو إضافة أية عبارة على ورقة التصويت ويضع الورقة بنفسه في صندوق الاقتراع ثم يمضي أمام إسمه بسجل الإقتراع المعد لذلك. كما أضاف أنه تم اتخاذ إجراءات استثنائية تمكن المواطن المعوق من ممارسة حقه الانتخابي إذ يمكن أن يصطحب الكفيف أو الشخص الحامل لإعاقة عضوية تمنعه من الكتابة أو لاعاقة ذهنية خفيفة، شخصا يختاره بنفسه، وفي صورة تعذر ذلك يكلف رئيس مكتب الاقتراع، بطلب من المعوق، أحد الناخبين الموجودين بمساعدته في أداء واجبه الإنتخابي، مضيفا أنه لا يسمح للمرافق أو للناخب الذي اختاره رئيس مكتب الإقتراع أن يساعد أكثر من معوق واحد. يذكر أن الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات صاغت ميثاقا للناخب يقضي بأن يمتنع عن قبول الرشوة وألا يرضخ للترغيب المادي أو التهديد بهدف التصويت لصالح قائمة ما. كما ينص الميثاق على أن يمتنع الناخب عن التصويت باسم شخص آخر أو بتوكيل وعن استعمال الهاتف الجوال داخل مكتب الإقتراع، إضافة إلى وجوب احترام أعضاء مكتب الإقتراع وتجنب الإساءة لهم أو تهديدهم. وفي ما يخص التونسيين المقيمين بالخارج، يستمر التصويت لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي ثلاثة أيام متتالية، بداية من 20 أكتوبر الجاري بمقر السفارات والقنصليات وفي مكاتب اقتراع أخرى تحددها الهيئات الفرعية للإنتخابات بالخارج. وتنطلق عملية الإقتراع على الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي للدولة المضيفة وتنتهي على الساعة السابعة مساء من نفس اليوم.