قرنبالية 24 ديسمبر 2009 (وات) احتفلت الأكاديمية العسكرية بفندق الجديد يوم الخميس بالذكرى الثالثة والأربعين لتأسيسها وهي أول مؤسسة تعليمية عسكرية عليا تم إحداثها في عهد الاستقلال فاتحة المجال لهياكل تكوين عليا أخرى. وقد لقيت هذه المؤسسة فائق الرعاية ووافر التشجيع من لدن الرئيس زين العابدين بن على القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي يتابع ويدعم دائما كل ما يخص تطوير الجيش الوطني وهياكله ولاسيما المؤسسات التكوينية. ولاحظ السيد كمال مرجان وزير الدفاع الوطنى لدى إشرافه اليوم بمقر الاكاديمية العسكرية على الاحتفال بالذكرى 43 لتأسيس هذه المؤسسة أن هذه الرعاية الرئاسية تطول ايضا شؤون كافة العسكريين من حيث تكوينهم وتدريبهم واعدادهم الاعداد الأمثل لأداء رسالتهم المقدسة وتحسين اوضاعهم ودعم الاحاطة الاجتماعية بهم وتوفير المعدات والتجهيزات المتطورة اللازمة للقيام بمهامهم على افضل وجه. وبين الوزير ان احداث الاكاديمية العسكرية ساهم بقدر كبير فى دفع مسيرة القوات المسلحة اذ تخرجت منها عشرات الدورات التى كان لها الفضل فى تحقيق النقلة النوعية للوحدات العسكرية بتطوير مواكبتها لمستجدات العلوم والتكنولوجيات العسكرية فى العالم والاعتماد على احدث مناهج التكوين. وأشار الى ان هذه المؤسسة التكوينية العليا قد كسبت خبرة واسعة فى تكوين ضباط ذوى مستوى رفيع وكفاءة مشهود بها كما اضطلعت بدور بارز فى تعزيز ما تتمتع به المؤسسات التعليمية العسكرية والقوات المسلحة التونسية عموما من سمعة طيبة داخل البلاد وخارجها بفضل ما تحققه من نتائج باهرة من سنة الى اخرى لتقيم الدليل على ما اصبحت تتميز به من مستوى مرموق فى ميدان التكوين. وأكد الوزير الحرص على مزيد تطوير منظومة التعليم العالى العسكرى بهدف الارتقاء بالتكوين داخل القوات المسلحة الى اعلى المراتب مؤكدا انه يحق اليوم للاكاديمية العسكرية ان تفتخر بالنخبة النيرة من الضباط الذين تكونوا فى رحابها ويؤدون اليوم رسالتهم المقدسة بكل تفان واخلاص سواء فى صفوف الجيش الوطنى او فى وحدات وهياكل تابعة لوزارات الداخلية والتنمية المحلية والعدل وحقوق الانسان والمالية. ولاحظ وزير الدفاع الوطنى ان الانتماء الى هذه المؤسسة من شأنه ان يدفع الى مزيد البذل والعطاء فى تلبية نداء الواجب وان يحفز التلامذة الضباط الذين مازالوا فى طور التكوين على المثابرة والاجتهاد والعمل الجاد لتحقيق النجاح والامتياز فى عالم لم يعد فيه اليوم مكان الا لمن ادرك درجات عليا من الامتياز. واشاد السيد كمال مرجان بالاسلوب الحديث المتبع فى التكوين بمختلف المؤسسات التعليمية العسكرية والذى يتم العمل على جعله يتماشى والتطورات الحاصلة فى ميدان التعليم ومتطلبات العصر وينبنى على اتباع احدث الطرق البيداغوجية واعتماد التقنيات العصرية المتطورة الى جانب اعطاء البحث العلمي منزلة بارزة فى برامج الدراسة. ونوه الوزير بالانجازات الهامة التى سجلها قطاع التكوين والتعليم العسكرى فى السنوات الاخيرة بفضل العناية الفائقة من لدن رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة مثمنا قرار سيادته الاخير ببعث مدرسة عليا للصحة العسكرية والتى ستساهم فى مزيد تحسين الخدمات الصحية فى المؤسسات الاستشفائية والمصحات والوحدات العسكرية وفى تطوير المنظومة الصحية الوطنية. وبين ان القرار التاريخى لرئيس الدولة المتعلق ببعث هيئة المدرسين الباحثين العسكريين يشكل رافدا اساسيا للنهوض بقطاع التعليم العالى العسكرى والبحث العلمى والمساهمة الفعالة فى ارساء نظام الجودة فى كافة المؤسسات التعليمية العسكرية العليا. واستعرض الوزير الجهود المبذولة لمزيد تطوير التعليم العالى العسكرى ولاسيما التى تخص بعث النواة الاولى لمخبر "الباليستيك " بالاكاديمية العسكرية بما من شانه ان يثرى رصيد هذه المؤسسة من المخابر ويساعد على مزيد تطوير البحوث العلمية فضلا عن دفع التعاون مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى والتكنولوجيا باعتماد منظومة "امد" التى انطلقت منذ السنة الجامعية الفارطة بالمدرسة التحضيرية للاكاديميات العسكرية بالاضافة الى العمل على الاستفادة الكاملة من التعاون فى مجال التكوين مع البلدان الصديقة المتقدمة. واشاد من جهة اخرى بحرص كل مؤسسات التعليم العالى العسكرى على مزيد تطوير اساليب التكوين بها وعلى تمكين التلامذة الضباط من مسايرة التقدم العلمى والتكنولوجى وتاهيلهم كما ينبغى للتحكم فى استعمال المعدات والاجهزة الحديثة فى كنف الاتزان العقلى والبدنى والمعنوى بما يعدهم الاعداد المناسب لتحمل المسؤوليات والعمل مع غيرهم على الذود على حرمة الوطن ودعم اركان النظام الجمهورى وحماية مكاسب الشعب والمشاركة فى مسيرة التنمية وتقديم جليل الخدمات للمواطن وكذلك نيل شرف المساهمة فى تعزيز مناعة تونس واعلاء شانها بين الامم. ودعا السيد كمال مرجان الاساتذة واطار التسيير والتلامذة الى مضاعفة الجهد فى سبيل مزيد الرفع من شأن التعليم العالى العسكرى واثرائه بالدراسات والبحوث العلمية وباعطاء ميدان الابتكار والابداع دفعا اضافيا للمساهمة فى مساعدة البلاد على الانضمام بكل ثقة الى ركب الحضارة والرقي. وأشرف وزير الدفاع الوطنى على موكب عسكري انتظم بالمناسبة واطلع على تقدم اشغال البناءات والتجهيزات الجديدة بمقر الاكاديمية. وكان آمر الاكاديمية العسكرية بفندق الجديد قد تولى قبل ذلك تقديم عرض حول انجازات المؤسسة وافاقها المستقبلية فى مجالات التدريس والتكوين والبحث العلمى وتطوير البنية التحتية.