زغوان (وات- تحرير راقية السالمى)- ان ما تزخر به ولاية زغوان من ثراء وتنوع طبيعي يعد اكبر دافع على استكشاف ما تكتنزه الطبيعة من روائع ساحرة سيما جبل زغوان الذي يفتح ابوابه واعماقه امام الزائر لاستكشاف اسراره خصوصا تلك اللوحات الباهرة والمنحوتات الرائعة العصية على ريشة اي فنان مهما علا شأنه. فأعماق جبل زغوان البالغة 9 كلم وارتفاعه الذي يصل الى 1295 مترا وما يتميز به من صخور جيرية وكلسية متكسرة تحيلنا دون شك للحديث عما يزخر به هذا الجبل من مغاور وكهوف ودواميس تجعلك تبحر دون توقف بحثا عن نهاية لمتاهة قد تكون احيانا مرعبة ولكنها ممتعة اذ تحملك الى مغامرة لن تفارق مخيلتك وذاكرتك بسهولة لروعة وابداع ما شاهدته. وتلقى رياضة الاستغوار بهذه الجهة اقبالا هاما منذ تسعينات القرن الماضي حيث تولى عدد من الهواة والمغرمين بهذه الرياضة تكوين جمعية اطلق عليها اسم "جمعية التجوال والبيئة" اقامت شراكات مع عدد من الجمعيات التونسية وايضا مع الجامعة الفرنسية للكهوف والمغاور ومع جمعيات بلجيكية. وتدعم هذه الجمعية رفقة جمعية "الرياضة للجميع" بالجهة مجال استكشاف المغاور الموجودة بهذه المنطقة. كما تشجع على اكتشاف مغاور اخرى حيث تم اكتشاف 25 من اصل 50 مغارة جبلية تزخر بها جهة زغوان وهو ما من شانه ان يفتح الابواب واسعة امام العديد من الانشطة ويجعل منها وجهة للعديد من محبي رياضة الاستغوار ومن الباحثين عن المغامرة سواء من تونس او من الخارج. ويمكن لهذه المغاور الموجودة بجبل زغوان وجبل السرج كما يؤكد السيد محمد تيويري رئيس جمعية التجوال والبيئة ان تكون في المستقبل مجالا ثريا للدراسات الجيولوجية في تونس، اذ تقدم للباحثين معلومات دقيقة عن التغيرات الحاصلة على مدى ملايين السنين، اضافة ما تم اكتشافه فيها من انواع نادرة من الخفافيش بلغ عددها الى حد الان 19 نوعا. وفضلا عن نشاطها في مجال الاستغوار ومرافقة الهواة في استكشافاتهم وتوفير المعدات لذلك، تتولى جمعية التجوال والبيئة ايضا انجاز عدد من الدراسات العلمية في مجال اختصاصها ومساعدة الباحثين والطلبة في مختلف بحوثهم واكتشافاتهم، ومنها على سبيل المثال استعمال لعاب الخفاش كمخدر وتاثير هذا اللعاب على قلب الانسان اضافة الى دراسة نوعية الحشرات التي غمرت الكهوف والمغاور. ولمزيد العناية بهذا القطاع الواعد وتنميته، تم احداث لجنة وطنية لاحصاء وتثمين المغاور بالبلاد التونسية. ويهدف انشاء هذه اللجنة الى المساعدة على انجاز البحوث العلمية وتطوير السياحة البيئية ورياضة الاستغوار القادرة على جلب نوعية مختلفة من الزائرين وعلى الاسهام فعليا في تنمية السياحة البيئية بالجهة حيث تصبح المغاور والكهوف وجهة مفضلة للعديد من النوادي الاوروبية المتخصصة في هذه النوعية من الرياضة.