تونس (وات)- تختتم ،مساء الثلاثاء، فعاليات الملتقى الدولي حول "التقاليد الموسيقية بالجهات التونسية" الذي ينتظم ببادرة من المركز على امتداد يومين (19 و20 ديسمبر) بهدف إبراز قيمة صيانة التراث الموسيقي والمحافظة عليه من الاندثار احتضن مركز الموسيقى العربية والمتوسطية "قصر النجمة الزهراء" بسيدي بوسعيد. وأوضح السيد انس غراب مدير المركز خلال حفل الافتتاح ان الاختلاف بين الموسيقات التقليدية والشعبية يعد مصدرا للثراء الموسيقي بمختلف الجهات التونسية. وتطرق في اليوم الأول لهذه التظاهرة، نخبة من الباحثين والمختصين في الموسيقى وجامعيين إلى مسائل متعلقة بمنهجية جمع التراث الموسيقي وتصنيفه من خلال استعراض تجارب لباحثين ومؤسسات تونسية على غرار مركز الموسيقى العربية والمتوسطية والإذاعات والمعاهد العليا للموسيقى. وشدد المشاركون في الملتقى على أهمية إبراز التراث الموسيقي التونسي لا سيما منه المعرض للاندثار في الوقت الراهن بسبب سوء التنسيق بين مختلف المؤسسات التونسية وعدم تطبيق الاتفاقيات المبرمة في هذا الشأن. وعبروا في هذا السياق عن قلقهم إزاء مسألة صيانة والحفاظ على الأرشيف السمعي من الإتلاف. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة مداخلات حول تقاليد الموسيقى في الشمال الشرقي التونسي عبر التطرق لمواضيع تهم موسيقى التصوف بجهة منزل بوزلفة والمالوف بتستور وممارسات العيساوية ببني خيار. ويناقش المحاضرون كذلك بهذه المناسبة العادات الموسيقية في الوسط والشمال الغربي من خلال أغاني الزفاف بصفاقس المدينة وتقديم نماذج من الموروث الموسيقي بجهة البريكات التابعة لولاية القيروان. ويتدارس المحاضرون كذلك الأنماط الموسيقية بالجنوب الغربي حيث ستتناول بعض المداخلات تجارب الموسيقي التقليدية بولاية توزر والعناصر الدرامية في أداء رواية "طرق الصيد" بالة "القصبانة" بجهة نفزواة نموذجا. كما تم تقديم مداخلات حول الأسلوب الموسيقي المعروف ب"الطريق" في الموروث الموسيقي لدى المهاذبة التابعة لمنطقة الصخيرة إلى جانب التطرق إلى القوالب الموسيقية لدى طبالة جربة وطبال قرقنة والرصيد الغنائي النسائي بجزر قرقنة.