صفاقس (وات) - احتضن المسرح البلدي بمدينة صفاقس، صباح الاحد، اجتماعا عاما تحت شعار "مع بعضنا.. لتونس"، ضم المسؤولين الأول وممثلين عن عدد من الأحزاب والقوى السياسية التي اتفقت في الفترة الأخيرة على تشكيل حزب موحد بين القوى الوسطية وذلك استعدادا للاستحقاقات الانتخابية القادمة. وتتكون هذه القوى من الحزب الديمقراطي التقدمي وحزب آفاق تونس والحزب الجمهوري وتيار "صوت المستقل". وأكد صلاح الدين الزحاف رئيس هذا التيار وعضو المجلس التأسيسي عن جهة صفاقس، أن طموح التونسيين إلى بناء دولة ديمقراطية وسطية عصرية هو الذي دفع بالقوى المنصهرة إلى التوحد، مبينا أن هذا الائتلاف يعتبر "مرآة عاكسة للشعب التونسي الوسطي والمنفتح". ولاحظ أن هذه المبادرة التي تستقطب عديد الأحزاب والإطارات وتسعى إلى دمجها في حزب كبير "ترمي إلى تحقيق أهداف الثورة في الحرية والكرامة والمحافظة على الهوية التونسية القائمة على صون الهوية العربية الاسلامية والدفاع عن الحريات والديمقراطية". ومن جهتها أكدت الامينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي مية الجريبي أن هذا الاندماج "سيمكن من تحقيق توازن سياسي لا تزال تونس في أمس الحاجة إليه"، مشيرة إلى أنه سيكون له الاثر الكبير في المرحلة التاريخية الحاسمة التي حقق فيها الشعب التونسي الحرية وهو ينجز خطواته الاولى على درب الديمقراطية. وأوضح المدير التنفيذي لحزب افاق تونس ياسين ابراهيم أن نجاح المراحل القادمة للديمقراطية "يتوقف على طريقة تعاطي الأحزاب السياسية مع المرحلة الراهنة التي تتطلب تجسيم سلسلة من الأولويات وفي مقدمتها إحكام صياغة الدستور، بالشراكة مع المواطنين والانصراف الى العمل وتكريس الديمقراطية المحلية". وقال الأمين العام للحزب الجمهوري سليم العزابي إن هذا الاجتماع الشعبي الذي يعد أول محطة جدية على درب إحداث الحزب الجديد الذي ينتظر ان يرى النور خلال شهر مارس القادم "يكرس رغبة حقيقية لمجموعة من القوى السياسية ذات الطابع الوسطي الشعبي المعتدل في رفع التحديات المقبلة في المجال الديمقراطي والاستعداد للانتخابات القادمة". ومن ناحيته بين سعيد العايدي الوزير السابق للتشغيل أن انخراطه في هذه المبادرة يستند إلى قناعته بأن مستقبل تونس "يكمن في الاعتدال والوسطية وهي قاعدة مشتركة لعديد الكفاءات التي تريد وضع ما تملك من خبرات على ذمة تونس عن طريق هذا الحزب الجديد". كما تم بمناسبة هذا اللقاء التأكيد على جملة من المسائل الهامة على غرار ضرورة دعم اللامركزية في تصريف الشأن العام وتكريس قيم الكفاءة والجدارة والخبرة، فضلا عن إيجاد حلول للإشكاليات المطروحة ولا سيما قضية التشغيل. يذكر أن هذا الاجتماع شهد قبل أن يرفع ببضع دقائق، مناوشات بالشعارات بين شقين من الشباب المنتمي إلى كل من الحزب الديمقراطي التقدمي والإسلاميين، إذ تبادلا التهم بالولاء للنظام السابق من جهة ولحركة النهضة من جهة ثانية.