تونس (وات) - تابع أحباء الفن الرابع مساء السبت بالمسرح البلدي بالعاصمة العرض الأول لمسرحية "الجماعة" التي تم اختيارها لافتتاح سلسلة عروض الدورة السادسة لمهرجان الضحك. مواقف هزلية ساخرة أضحكت الحاضرين وحوار دار بين الشخصيات غلبت عليه ألفاظ التهكم والتملق والسب والشتم حيث قدمت المسرحية صورة تكاد تلامس الحقيقة لما كان يجري في قصر قرطاج إبان حكم المخلوع، في وقت كانت تعيش فيه البلاد غليانا ينذر بالانفجار. وسط تصفيق الجمهور يبرز على الركح سي عبد الغني (توفيق البحري) مستشار الرئيس مضطربا يتساءل أين يوجد الرئيس فهو ليس بمكتبه داخل القصر يتصل بسي الرزقي (علي الخميري) مدير الأمن الرئاسي للبحث عن الرئيس الذي تعود على الخروج متنكرا لتفقد أحوال البلاد بنفسه، تصل معلومة لمدير الأمن حول وجود الرئيس في احد الانهج متنكرا في زي عون بلدي ومن هنا تبدأ أحداث مسرحية" الجماعة". تفاجأ عون البلدية "الهادي ولد باب الله" بكلمات التقدير والاحترام التي وجهها له سي الرزقي ظنا منه انه في حضرة رئيس الدولة فهو يشبهه كثيرا لكن اتصالا من القصر يؤكد ان الرئيس موجود بمكتبه. يقرر سي الرزقي بالاتفاق مع سي عبد الغني الاحتفاظ بعون البلدية لتعويض الرئيس عند الضرورة في مكتب الرئاسة بقصر قرطاج يجلس الرئيس (الهادي ولد باب الله) على كرسيه الفاخر ويطلب من مستشاره ومدير أمنه كتمان سر سفره إلى اليابان للتداوي وفي أثناء سفره تعم الاحتجاجات أرجاء البلاد فالكل يطالب بحقه في العمل والعيش الكريم. أما زوجة الرئيس (انس الطبربي) فلا تبالي بما يجري خارج القصر وهي منهمكة في إعداد احتفال كبير بينما يخطط سي عبد الغني بالاتفاق مع شقيق السيدة الأولى لاغتيال الرئيس وتعويضه بالعون البلدي. نجح الهادي ولد باب الله في تقليد صوت الرئيس المخلوع وحركاته وتشخيص دور عون البلدية الذي أعجبته حياة الترف والبذخ ولكنه رفض بشدة استعمال العنف لكتم أصوات المحتجين. وتمكنت أنس الطبربي من تجسيد شخصية "السيدة الأولى" المتعجرفة سليطة اللسان في حين عكس توفيق البحري صورة المستشار المنافق وصياد الفرص الذي ينقل أخبار رئيسه إلى صهره أولا بأول. أما علي الخميري فهو مدير الأمن الرئاسي الذي لا هم له سوى سلامة الرئيس حتى وان تم القضاء على كل المحتجين. عرض افتتاح الدورة السادسة لمهرجان الضحك التي تنتظم ببادرة من شركة "يا ليل للإنتاج" وتتواصل إلى غاية 11 فيفري الجاري، حضره جمهور محترم رغم برودة الطقس. وسيكون هذا الجمهور على موعد في سهرة اليوم الأحد بالمسرح البلدي بالعاصمة مع الممثل الفرنسي بيار ريشار.