تونس (وات)- مثلت تدخلات وزارة الصحة وكذلك الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي لمجابهة انعكاسات موجة البرد التي شهدتها مختلف مناطق البلاد التونسية خلال الفترة الأخيرة أهم محاور اللقاء الإعلامي السابع والأربعين لخلية الاتصال بالوزارة الأولى المنعقد الخميس بقصر الحكومة بالقصبة. وأفاد السيد محمد الخويني رئيس الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي ان الهياكل الجهوية للاتحاد المتواجدة بكل ولايات الجمهورية، تضم مستودعات تحتوي على مخزون هام من الأغطية والألبسة والمواد الغذائية المخصصة للتدخل الحيني أثناء الطوارئ وفي الأزمات الإنسانية. وأضاف انه في الفترة المتراوحة بين 31 جانفي و8 فيفري 2012 توجهت مجموعة من الشاحنات والطائرات المحملة بمساعدات الاتحاد إلى المناطق المعزولة، مبينا ان هذه المساعدات تتمثل في ما لا يقل عن 65 طنا من المواد الغذائية وأكثر من 20 ألف قطعة من الألبسة الصوفية للأطفال وكبار السن و700 الف لتر زيت نباتي و 11 الف غطاء صوفي. وأكد الخويني ان الاتحاد يتابع الوضع عن قرب، وعلى امتداد ساعات الليل والنهار، وذلك بالتنسيق مع وحدات الجيش الوطني والحماية المدنية حتى يتم توفير كل ما يحتاجه المواطنون في هذا الظرف الاستثنائي. وقال انه من ضمن هذه التدخلات ، توجيه 5500 خبزة ومواد غذائية من الحليب ومشتقاته وحفاظات للأطفال إلى جانب قوارير من المياه المعدنية إلى معتمدية عين دراهم. وفي ما يتعلق بالإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة في هذا الشأن، أوضح الدكتور محمد مفتاح مكلف بمهمة بديوان وزير الصحة ان الوزارة عملت منذ الأيام الأولى على مزيد تفعيل الخطوط الأمامية للصحة والتدخل في مجال الطب الاستعجالي لمجابهة موجة البرد التي تجتاح عددا من المناطق. وأشار في هذا الصدد إلى ان وزير الصحة اصدر تعليمات لجميع الهياكل الصحية والمستشفيات المحلية والجهوية لقبول المرضى وإسداء العلاج اللازم لهم مجانا ودون الاستظهار ببطاقات العلاج. وأفاد ممثل وزارة الصحة انه تم تخصيص 3 سيارات إسعاف مجهزة بإطارات طبية وشبه طبية قادرة على التدخل في المناطق النائية، إلى جانب إرسال تجهيزات طبية متطورة، في مجال صحة الأم والطفل، والنساء الحوامل، لإجراء عمليات الولادة في الجهات المتضررة وخاصة بالمناطق المعزولة. وأوضح ان حالات الوفاة المسجلة، والتي قال إن عددها بين 4 و 5 حالات تقريبا، لم تكن مرتبطة بموجة البرد، اذ تعود أسبابها في الغالب إلى اشتكاء هؤلاء المتوفين من أمراض مزمنة. وبين أن الوزارة أرسلت 3 شاحنات محملة ب 12 طنا من الأدوية الموسمية إلى الجهات المتضررة، تضم مضادات حيوية، وأدوية لعلاج الحرارة والالتهابات، مشيرا إلى ان المخزون الاحتياطي من الأدوية كاف لمجابهة الأمراض. وبخصوص الحريق الذي نشب في الساعات الأولى من صباح الخميس بأحد مستودعات المخزن الوطني للأدوية بالمدينة الجديدة ببن عروس، أكد مسؤول وزارة الصحة انه تمت السيطرة عليه كليا، موضحا ان هذا الحريق أسفر عن أضرار مادية دون تسجيل خسائر بشرية. وأشار إلى ان المستودع يحتوي على مخزون من الأدوية الخصوصية والمستلزمات الطبية كالقطن والضمائد وأدوات اللف، مبرزا ان الساعات القادمة ستبين حجم الخسائر وكلفتها المالية. وأوضح ان الأبحاث الإدارية والأمنية والقضائية جارية لتحديد أسباب اندلاع الحريق، مؤكدا ان هذه الخسائر من الأدوية لن تؤثر على التزويد العادي للسوق.