تونس (وات)- ما فتىء الحس التضامني لدى التونسيين يتجسد من خلال إقبالهم المكثف على المساهمة في حملات التبرع وفي القوافل الخيرية التي تعددت في مختلف جهات الجمهورية تجاوبا مع الاستغاثات التي أطلقها متساكنو المناطق المتضررة جراء موجة البرد وتساقط الثلوج بمناطق الشمال الغربي والوسط الغربي، ومؤازرة لهم في هذه الظروف القاسية التي يعيشونها. وفي هذا الإطار، بادرت اليوم الأحد الإذاعة الوطنية بالتعاون مع الهلال الأحمر التونسي، وبعد حملة لجمع التبرعات تواصلت على امتداد ثلاثة ايام اي منذ يوم الخميس الماضي، بإرسال قافلة تضامنية انطلقت من ساحة حقوق الإنسان بالعاصمة في اتجاه ولاية جندوبة وخاصة معتمدية عين دراهم. وتكونت هذه القافلة من ثلاث شاحنات كبيرة و5 شاحنات صغيرة محملة بمساعدات تمثلت في كميات هامة من الأغطية والحشايا والملابس الصوفية وآلات التدفئة ومواد غذائية مختلفة. وسيتم توزيع هذه المساعدات فور وصولها إلى ولاية جندوبة على مستحقيها بالمناطق المتضررة وذلك بالتنسيق مع السلطات الجهوية والجيش الوطني. وقد انطلقت هذه المبادرة من هيئة التحرير بالإذاعة الوطنية التي قامت بالتنسيق مع الهلال الأحمر التونسي بتنظيم الحملة ليتم الإعلان عنها في ومضات تحسيسية متواترة على أمواج الإذاعة فضلا عن إدخال تحويرات على البرمجة اليومية لاستقبال تشكيات المواطنين بالمناطق المتضررة والتنسيق مع المصالح المختصة للتدخل الفوري من اجل إغاثة المتضررين. وتم للغرض فتح ثلاثة مراكز لقبول التبرعات بكل من مقرات الهلال الأحمر باريانة ومقرين إضافة إلى إحداث مركز بساحة حقوق الإنسان بالعاصمة. كما أعدت الإذاعة الوطنية لهذه الحملة صفحة على موقع التواصل الاجتماعي " الفايسبوك " تحت عنوان " تونس ادفينا الناس الكل" وخصصت ركنا على موقعها على شبكة الانترنات لتيسير عمليات التبرع من الداخل والخارج حيث تم فتح حساب بنكي للغرض بلغت قيمة التبرعات لفائدته إلى غاية يوم أمس السبت 200 ألف دينار، وفق ما أكده مدير الإذاعة الوطنية خالد بن فقير. ومن جانبه أشار ياسين الشقراني المكلف بالاتصال بالهلال الأحمر التونسي الى تواصل جهود هذه المنظمة الاغاثية وتعاونها مع كل مكونات المجتمع المدني لمؤازرة المتضررين بكل الولايات المعنية. وبالموازاة مع هذه القافلة، انطلقت من أمام مقر قصر المؤتمرات بالعاصمة قافلة تضامنية أخرى بادرت بتنظيمها الهيئة الوطنية للمحامين بتونس وهيئة الخبراء المحاسبين بالبلاد التونسية لفائدة عدد من مناطق ولاية سليانة وتضمنت مساعدات غذائية وملابس شتوية. كما انطلقت صباح اليوم قافلة خيرية أخرى من محطة الاستخلاص الأولى بالطريق السيارة تونس/ مجاز الباب ببادرة كل من نقابة الوعاظ وموظفي وزارة الشؤون الدينية والجمعية التونسية لائمة المساجد والجمعية التونسية للعلوم الشرعية ورابطة الجمعيات القرآنية. وستجوب هذه القافلة المتكونة من أكثر من 50 شاحنة صغيرة عدة مناطق بولايات الشمال الغربي الأربعة لتوزيع المساعدات على مستحقيها من المتضررين جراء موجة البرد. وتتمثل حمولة هذه القافلة في كميات كبيرة من الملابس الشتوية والأغطية وآلات التدفئة ومواد غذائية متنوعة.