تونس (وات) - اوضح فتحي المولدي المحامي والخبير في الاعلام الرياضي ان العنف ليس مقترنا بالضرورة بالنشاط الرياضي فحسب بل انه يشمل قطاعات عديدة وفضاءات اخرى وذلك في مداخلته ضمن اشغال الملتقى الوطني الاول حول مقاومة العنف في الملاعب الذي اختتم ظهر اليوم بدار الجامعات الرياضية. واكد على ضرورة ان تتظافر جهود مختلف الاطراف من وزارات للرياضة والداخلية والتربية من اجل ضمان تنشئة الشباب على احترام القيم النبيلة وفرض الامن وسط الفضاءات الرياضية مشيرا الى ان المحب الرياضي يتاثر يوم المباراة بعدد من العوامل التي تثيره في بعض الاحيان وتهيئه لارتكاب العنف داخل الملعب. وللحد من ظاهرة العنف في الملاعب اقترح فتحي المولدي ضرورة مراجعة التشريع الرياضي خاصة في ما يتعلق باقرار بعض الشروط عند الدخول الى الملاعب الى جانب تفعيل الجانب الردعي دون اية اعتبارات او تمييز بين الاندية الصغرى والكبرى. كما دعا الى ضرورة تجميع التشريعات الرياضية في مجلة قانونية وكذلك توحيد فصول التاديب بين الجامعات الرياضية بما يضمن انسجام هذه القوانين مؤكدا على ان ذلك يمر عبر عقد جلسات عامة خارقة للعادة لكل الجامعات لتحوير القوانين. واكد على ضرورة اخضاع كل اطراف الاسرة الرياضية مهما كانت مسؤولياتها للقوانين التاديبية كلما اقترفت مخالفات ما يجعل الجميع تحت طائلة القانون مشيرا الى انه يمكن تفعيل هذا الخيار عبر بعث لجنة وطنية للروح الرياضية والميثاق الرياضي. وشدد المحاضر على انه من اهم شروط احداث هذه الاصلاحات هو توفر الارادة السياسية اللازمة داعيا الى سن قوانين تتعلق اساسا بصنف الشبان ورياضة الهواة والرياضة المحترفة. ولاحظ محمد الجويلي المدير العام للمرصد الوطني للشباب من جانبه ان لكل مجتمع الرياضة التي يستحقها مؤكدا على ضرورة ان تتوفر معطيات احصائية كيفية حول العنف في الملاعب في تونس وتوزيع هذه الظاهرة حسب الرياضات والجهات بما يسهل تحديد خارطة عمل موجهة حسب خصوصيات كل جهة وكل رياضة لمقاومة العنف في الملاعب. واضاف ان المرصد الوطني للشباب سيعمل على ان يساهم في المجهود من اجل مقاومة ظاهرة العنف التي تمر في نظره عبر ثلاثية /الوقاية والتوعية والردع/. وحلل مهدي بن غربية رئيس النادي البنزرتي ضمن مداخلته اسباب العنف في الملاعب قبل وبعد ثورة 14 جانفي. واعتبر في هذا السياق ان عدم معالجة ظاهرة العنف في الملاعب قبل الثورة كان قرارا سياسيا داعيا الى ان تمارس مختلف الهياكل الرياضية سياسة زجرية ضد كل مخالف مهما كان موقعه القيادي. ومن جهته اعتبر رياض المولهي رئيس اولمبيك الكاف ان قرار خوض المقابلات في غياب الجمهور هو اجراء سابق لاوانه مشددا على دور الامن في ضمان حسن سير المقابلات داعيا الاعلام الى ان يلعب دوره التحسيسي لمقاومة العنف في الملاعب. واثار متدخلون قضايا التحكيم ودوره في اثارة الشغب. كما اشاروا الى ان ضعف التمويلات المرصودة للجمعيات الرياضية الصغرى لا يساعد على ضمان الاليات والاساليب للتنشئة التربوية الصحيحة للرياضيين. كما دعا بعض المشاركين الى ارساء تقاليد حسن الاستضافة للاندية الزائرة بما يمهد لاقامة اجواء رياضية طيبة قبل المباريات وخلالها وبعدها. ولدى اختتامه اشغال هذا الملتقى قال ممثل وزارة العدل جلول الشلبي ان العنف في الرياضة ظاهرة مشينة وتنزع عنها صفتها النبيلة وغاياتها السامية. وأكد ضرورة تشخيص دواعي العنف في كرة القدم بصفة خاصة وفي كل الرياضات بصفة عامة ومحاولة الوقوف على الأسباب النفسية والإجتماعية الكامنة وراءه بهدف //وضع مخطط وطني واستراتيجية متكاملة بمشاركة جميع مكونات المجتمع لمقاومة العنف الرياضي، ومعالجة أسبابه المادية واللفظية//. وبين ممثل وزارة العدل في هذا الصدد إمكانية الإستئناس بالتجارب الدولية والإستفادة من أفكار ومقترحات أهل الخبرة في المجال الرياضي من رياضيين محترفين وعلماء نفس واجتماع وخبراء قانون. كما أبرز أهمية إشاعة ثقافة نبل أخلاقيات الرياضة وما تنطوي عليه من تسامح وإدراجها بالمناهج التعليمية وتخصيص جزء من البرامج الإعلامية لمقاومة هذه الافة //الخطيرة والغريبة عن ثقافتنا وعن مجتمعاتنا العربية الإسلامية// على حد قوله.