تونس (وات)- نظمت اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة يوم السبت بمقرها بتونس بالاشتراك مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/الالكسو/ مائدة مستديرة حول/النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة/. وشارك في هذه التظاهرة التى تتنزل في اطار الاحتفال بيوم اللغة العربية مختصون في اللغة العربية واخصائيين بيداغوجيين واطارات تربوية من تونس ودول عربية الى جانب ممثلين عن المجتمع المدني. ويهدف هذا اللقاء بالخصوص الى تسليط الاضواء على واقع اللغة العربية وسبل النهوض بها. واكد السيد عبد اللطيف عبيد وزير التربية بالمناسبة على اهمية اللغة العربية كقاطرة للمعارف والعلوم الى جانب اللغات الاجنبية الاخرى مشددا على ضرورة تطويرها لخدمة قيم الحداثة ومتطلبات التنمية. ولاحظ ان اللغة العربية هى احدى اللغات الرسمية التى يعتمدها المنتظم الاممي وهو ما يعكس اهمية حضورها في العالم داعيا الى تكثيف الجهود العربية لتجذير الاعتزاز باللغة العربية لدى الناشئة وتعزيز حضورها في وسائل الاعلام. كما شدد على اهمية ادماج اللغة العربية فى تقنيات الاعلامية معتبرا ان لغة الضاد بمفرداتها ومعانيها تستجيب للتكنولوجيات الرقمية وهي بالتالى لغة سهلة الانتشار عبر مختلف هذه الوسائل الافتراضية. من جهة اخرى تم خلال هذه المائدة التاكيد على ضرورة تحسين استعمال اللغة العربية فى وسائل الاعلام ووضع خطة للارتقاء بالموارد البشرية في هذه الوسائل خاصة بعد ان اثبتت الدراسات وجود اخلالات في التعامل مع اللغة العربية في وسائل الاعلام والاعلان. وابرز الاستاذ لطوف العبد الله من الاردن ان /تعريب التعليم/ الذى شرعت فيه العديد من البلدان العربية منذ سنوات هو في تراجع ملحوظ قائلا //ان وسائل التعريب منقوصة في ظل غياب سياسة لغوية عربية واضحة ومنظمة//. من جهته اشار الاستاذ شكرى المبخوت من تونس الى ان قلة الوعي بمنزلة اللغة العربية في عصر الرقمنة رغم انها تعد اللغة السادسة في العالم ساهم الى حد ما في تراجع القطاعات العلمية والثقافية والتعليمية في العالم العربي. واكد ان النهوض باللغة العربية يتجاوز الحماسة الوطنية والدينية ليشمل الحماسة العلمية والتنويرية مضيفا انه بالرغم من السلبيات المتعلقة بتواصل اللغة العربية مع لغة التكنولوجيا فانها تبقى لغة قوية لا يمكن ان تندثر وعلى المجتمعات العربية ان تعمل على محاربة التخلف العلمي والمعرفي والابداعي والتفاعل مع بقية اللغات الاخرى. واقيمت ضمن هذه التظاهرة مسابقة في التحرير باللغة العربية شارك فيها 26 تلميذا وتلميذة يمثلون مختلف ولايات البلاد واسندت للمتميزين منهم هدايا. يذكر ان المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/الالكسو/ اقرت منذ سنة 2010 يوم غرة مارس من كل سنة موعدا للاحتفال باللغة العربية لجعلها في صدارة الاهتمامات في كامل البلاد العربية وتحقيق اشعاعها عالميا.