تونس (وات)- "في حداثة الشابي" هو عمل جماعي يضم فعاليات الندوة الدولية التي انتظمت بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون /بيت الحكمة/ بمناسبة الاحتفاء بمائوية شاعر تونس الخالد ابي القاسم الشابي في شهر اكتوبر 2009 بمشاركة نخبة من الجامعيين من تونس ومن دول عربية. وتناولت المداخلات في اشغال هذه الندوة التي نشرتها بيت الحكمة في كتاب جاء في 328 صفحة بغلاف وشح بصورة الشاعر المحتفى به، مواضيع متنوعة حول جوانب من شخصية الشاعر وآثاره وعلاقته بالشعر العربي الحديث من خلال الوقوف على اوجه "التجديد والحداثة في شعر الشابي". وفي هذا السياق قدم الاستاذ حمادي صمود قراءة تحليلية للمكانة الادبية للشاعر بعنوان "العودة الى سؤال التجديد" اراد من خلالها ابراز العلاقة بين مكانة الشاعر الادبية وخصائص شعره حيث تساءل "ان كانت تلك المكانة تنبني على جدلية تقوم بين الشعر وجملة الانتظارات التي تملأ افقه التاريخي". وتطرقت الاستاذة زهيدة درويش جبور من لبنان في مداخلتها الى "عناصر الحداثة في شعر الشابي" مبينة "ان في قصائد الشابي ما يذكر تارة بأبي العلاء المعري وهو يطرح على نفسه أسئلة الوجود الكبرى، وطورا بالمتنبي يتردد صدى صوته في بعض من ابيات الشابي" واستعرضت امثلة من الابيات الشعرية من ديوان "اغاني الحياة" لابي القاسم الشابي. وطرح الاستاذ فخري صالح من الاردن جانبا جماليا اخر من اشعار الشابي المتعلق ب"جدل الرومانسية والحداثة" حيث اشار الى "السمات العامة للرومانسية في اشعار الشابي على غرار الايمان المطلق بحرية الابداع وتلقائية الخلق الشعري والنزاهة الفردية والابداعية والتشديد على اللعب الحر للخيال وعلى مبدأ الرفيع والسامي" مستشهدا بمقاطع شعرية لابي القاسم الشابي. وقد سعت المداخلات في مجملها الى تحديد البعد التجديدي في شعر الشابي من خلال تقديم قراءات وافكار متنوعة من جوانب مختلفة حيث يصعب استيفاء القيمة الادبية لهذا الشاعر الكبير الذي لايزال لشعره صدى ضاربا من حيث جمالية المعاني وبلاغة المضامين.