تونس (وات)- تخليدا لذكرى الفنان التونسي الكبير علي الرياحي واحتفالا بمرور مائة سنة على ميلاده تولى السيد مهدي مبروك وزير الثقافة الجمعة بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية "قصر النجمة الزهراء" بسيدي بوسعيد تدشين معرض توثيقي حول مسيرته الإبداعية ضمن تظاهرة فنية تحت عنوان "لحن الذكرى" حضرها ثلة من أهل الموسيقى والفن والثقافة والإعلام. ويتضمن المعرض وثائق وصورا فوتوغرافية واسطوانات نادرة توثق لمسيرة "مطرب الخضراء" الفنية وتبرز محطات من حياة قضاها في خدمة الأغنية التونسية وتقديمها للمتلقي التونسي الذي اعتاد على الاستماع إلى الأغاني الشرقية وخاصة منها المصرية. ويشتمل المعرض أيضا على مجموعة من الوثائق الخطية والمرقونة لباقة من أغاني علي الرياحي والتي كان اغلبها من كلماته وألحانه إلى جانب صور تجمعه برفاق دربه من شعراء وفنانين على غرار محمود بورقيبة وعبد الرزاق كراباكة وعبد الحميد بن جدو وصالح المهدي وصفية شامية وشافية رشدي. وتبرز المقالات النقدية المنشورة في الصحف التونسية آن ذاك الصعوبات التي تعرض إليها هذا الفنان والتي زادت في إصراره على تحقيق النجاح فكانت جولته الفنية في الجزائر سنة 1945 منطلقا لشهرته وفي سنة 1950 قامت هيئة الإذاعة البريطانية ببث برنامج تناول مسيرته الفنية وفي سنة 1954 منحه محمد الامين باي "نيشان الافتخار" . وتابع الوزير اثر ذلك ندوة حول المحتفى به تم خلالها تقديم جملة من المداخلات لاساتذة مختصين في المجال الموسيقى حيث تعرض الاستاذ محمد بن حمودة الى دور "مطرب الخضراء" في تونسة الغناء ،ملاحظا ان علي الرياحي كان مغرما بالموسيقى الشرقية وحافظا للاغاني الطربية الشرقية ولكنه كان دائم السعي الى ابتكار جمل موسيقية تونسية تحاكي الموسيقى الشرقية إصرارا منه على تعويد المستمع التونسي على استطراب الكلمات والألحان التونسية وقد وجد كل التشجيع من عثمان الكعاك مدير الإذاعة الذي حثه على كتابة الأغاني التونسية وأدائها فانتقل بذلك علي الرياحي حسب الاستاذ محمد بن حمودة من "المؤدي الناقل إلى المؤدي المبتكر". واهتمت بقية المداخلات لكل من الاساتذة عتاب الجيلاني وفريد عمر وليلى الحباشي بالجوانب الفنية في شخصية المطرب والملحن علي الرياحي من خلال التعرض الى القدرات الصوتية الفائقة التي تحلى بها هذا الفنان والتي اكد الاستاذ عتاب الجيلاني انها جديرة ان تكون موضوع بحث يمكن لطلبة الموسيقى الاستفادة منه بينما قدم الاستاذ فريد بن عمر قراءة في اسلوبية التلحين عند علي الرياحي ،معتبرا اياه من المبتكرين في مستوى التلحين لمزجه في اغانيه بين المقامات التونسيةوالشرقية وتمكنه بألحانه الرقيقة ذات الإيقاعات الخفيفة من إقناع التونسيين بضرورة التفاعل مع الموسيقى والإقبال عليها لارتباطها بنكهة الحياة اليومية العصرية. وتحدثت الأستاذة ليلى الحباشي عن اشكالية التصنيف في أغاني علي الرياحي، مبرزة ان حبه لفنه جعله يغني في جميع الأغراض ويتعامل مع أهم كتاب الأغنية من شعراء في تونس والعالم العربي ويترك رصيدا هائلا من الأغاني تشدو بالحياة والأمل والحب. يذكر ان مركز الموسيقى العربية والمتوسطية بصدد اعداد موقع واب خاص بهذا الفنان الذي ولد في 30 مارس 1912 بتونس العاصمة وترعرع في وسط عائلة مهتمة ليس فقط بمجالات الفقه والسياسة وانما أيضا بالموسيقى حيث كان والده الى جانب مواقفه النضاليه زمن الاستعمار مولعا بالعزف على آلة القانون. وفي إطار هذه التظاهرة سيسهر احباء الموسيقى و الغناء مساء الجمعة مع عرض موسيقي في المسرح البلدي بالعاصمة تكريما لهذا الفنان في مائويته بمشاركة عدنان الشواشي و شهرزاد هلال و نورالدين الباجي ومحرزية الطويل وحسن الدهماني و رحاب الصغير و سفيان الزايدي و اسماء بن احمد و رؤوف ماهر و مروى قريعة و محمد دحلاب وانيس اللطيف ، بقيادة محمد الاسود واشراف فني لكمال الفرجاني.