تونس(وات) شكل موضوع توزيع الفيلم التونسي عبر المسالك الثقافية والتجارية محور اجتماع عقد مؤخرا على هامش مهرجان سوسة الدولي لافلام الطفولة والشباب . وشارك في هذا الاجتماع ثلة من النقاد والمهنيين الى جانب عدد من منشطي دور الثقافة من مختلف ولايات الجمهورية . وقد طرحت مشاكل توزيع الفيلم الثقافي عموما والفيلم التونسي خصوصا في ضوء الوضع الراهن الذي يتسم بتقلص عدد قاعات العرض السينمائي اذ لم تعد البلاد تتوفر سوى على 15 قاعة تستاثر العاصمة ب 80 بالمائة منها وهو ما يعرقل عملية توزيع الافلام التونسية والعالمية. وفي المقابل /يقول المختصون/ فان البلاد التونسية تشتمل على ما يقارب 210 دور ثقافة من المفروض أن تساهم بشكل أو باخر في حل مشكلة التوزيع . كما طرحت مسائل اخرى تتعلق بالتمويل والتجهيزات التقنية والدعاية والاعلام وتكوين المؤطرين ومشاركة الجمعيات والموءسسات التربوية والثقافية في النهوض بتوزيع الافلام. وقد تمخض عن هذا الاجتماع اقرار خطة عمل عرضها المنتج السينمائي نجيب عياد بعد التشاور مع ثلة من المهنيين، تتمثل في تقديم مقترحات من اهمها.. / الدعوة في الامد الطويل الى الاقتداء بتجربة القاعات متعددة الشاشات وهي تجربة أثبتت نجاحها في عديد البلدان الغربية والعربية لاسيما بلدن الخليج التي تتوفر فيها مثل هذه الفضاءات التي تسمح بتوزيع الانتاج السينمائي فيجد كل نوع من الجمهور ضالته في شاشة من الشاشات المتعددة والمتصلة بالفضاءات التجارية .وهو توجه يقتضي تسهيل اقتناء المقاسم وتمتيعها بامتيازات مالية وجبائية وثقافية / أما في الامدين القصير والمتوسط فيمكن تحويل جزء من القاعات الموجودة بدور الثقافة بمختلف أنحاء البلاد وتجهيزها واعدادها لترويج الفيلم التونسي وقد رصدت لجان العمل المختلفة 48 قاعة داخل دور الثقافة يمكن تجهيزها بالمعدات الضرورية للعرض السينمائي الرقمي الجيد بما لا يتجاوز 8 الاف دينار بالنسبة لكل قاعة. واذا تم اقرار ذلك/ يقول اصحاب هذه الخطة/ فانه من الممكن ايجاد حلقة انتفاع مشترك بين دور الثقافة والمنتجين والموزعين السينمائيين التونسيين بحيث يقع تخصيص نهايات الاسبوع/ الجمعة والسبت والاحد/ في كل هذه القاعات المجهزة لتوزيع الافلام التونسية وتأمين /خروج وطني/ لنفس الفيلم في كل أرجاء البلاد . اضافة الى ذلك فان المداخيل المالية الناتجة عن عائدات تلك البرمجة يتم تقسيمها بين دار الثقافة والموزع والمنتج حسب نسب معقولة ومفيدة للجميع وهو ما يتيح الاسهام في بناء علاقة تكامل بين جميع المتدخلين الثقافيين في مجال السينما. من جهة أخرى أجمع المشاركون في الاجتماع على ان دور الثقافة لا يمكنها القيام بالنشاط التأطيري بمفردها بل يجب تشريك النسيج الجمعياتي السينمائي وخاصة الجامعة التونسية لنوادي السينما كما ينبغي العمل على ارساء استراتيجية لتوزيع الافلام ترتكز على انشاء /قاعات قرب/في كل المدن والقرى حتى تقترب السينما من المواطن التونسي أينما كان. ونوه المشاركون بالتجارب الناجحة والجيدة التي خاضتها قاعات سينما افركارت ودار الثقافة ابن خلدون بتونس العاصمة ودار الثقافة ابن منظور بقفصة والمركب الثقافي بنابل .