تونس (وات)- افتتحت يوم السبت بالعاصمة اشغال المجلس التوحيدي لحركة التجديد وحزب العمل التونسي ومستقلون كانوا منضوين في تحالف القطب الديمقراطي الحداثي وذلك بهدف بعث حزب موحد ذي توجه "ديمقراطي اجتماعي تقدمي" سيعلن عنه يوم الاحد. وحضر الافتتاح جمع من مناضلي المكونات الثلاثة للمجلس التوحيدي وعديد الشخصيات السياسية والفكرية اليسارية واعضاء المجلس الوطني التاسيسي وعدد من ممثلي الاحزاب. واعلن احمد ابراهيم الامين الاول لحركة التجديد، المكون الرئيسي للحزب الموحد المنتظر اعلانه، ان تونس التي تواجه تحديات هامة بعد ثورة 14 جانفي في حاجة الى "حزب ديمقراطي شعبي كبير" يجمع بين مختلف الاحزاب والحركات السياسية المتقاربة في البرامج لترسيخ الديمقراطية والدفاع عن مصالح الشرائح الاجتماعية العريضة. ومن جانبه قال عبدالجليل البدوي رئيس حزب العمل التونسي "ان الساحة السياسية مختلة" بسبب تشتت القوى السياسية اليسارية الديمقراطية مضيفا ان هذا الواقع يسبب فشلها في المواعيد الانتخابية لذلك فهي مدعوة على حد قوله الى "الحرص على ان تتوحد لان الراي العام لا ينتظر شيئا من الحلقات الضيقة" في اشارة الى الاحزاب الصغيرة. وأعرب فوزي الشرفي ممثل المستقلين المنخرطين في المسار التوحيدي عن اعتقاده بأنه " لم يعد هناك مكان للمستقلين في المجال السياسي التونسي" الذي أضحى يتميز بالمنافسة الحادة بين الاحزاب. وأكد رياض بن فضلن وهو احد المستقلين الذين نشطوا في القطب الديمقراطي الحداثي في انتخابات 23 اكتوبر الماضي، ضرورة اهتمام الحزب الموحد الجديد باستقطاب الشباب والطلبة. وحضر افتتاح المجلس التوحيدي عدد من ممثلي الاحزاب السياسية المتجهة نحو عملية اندماج ثانية ينتظر الاعلان عنها في شهر افريل الجاري وهي الحزب الديمقراطي التقدمي وحزب افاق تونس والحزب الجمهوري. واكدت مية الجريبي الامينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي ان "العائلة اليسارية مطالبة بالتوسع من اجل خدمة الوطن والفعل الحقيقي على المستوى الميداني" . وقالت ان الاندماج بين المجموعة الحزبية التي ينتظر توحدها مع الحزب الديمقراطي التقدمي من جهة والمجموعة التي ستتوحد مع حركة التجديد من جهة اخرى يتطلب "مزيدا من الوقت للنضج والتغلب على الصعوبات التي تحول دون ذلك". ويذكر ان اتصالات عديدة جرت منذ عدة اشهر بين الجانبين لتدارس امكانيات الاندماج الا انها لم تفض الى نتائج واضحة رغم اعلان النوايا الحسنة والاستعداد لمزيد التشاور في هذا الغرض. ومن ناحية اخرى اعلنت مجموعة من اعضاء حزب العمل التونسي يقودها علي بن رمضان ان قرار الالتحاق بالمجلس التوحيدي بين حركة التجديد ومكونات القطب الحداثي سابقا" لا يلزم سوى بعض اعضاء المكتب السياسي المؤقت" معلنين تمسكهم بحزب العمل التونسي. واضافت المجموعة في بيان مرفق بقائمة اسمية تضم اكثر من 83 شخصا، اثر اجتماع عقدته اليوم، ان هؤلاء الاعضاء " ليست لهم الصلاحية اصلا لاتخاذ مثل هذا القرار بمعزل عن الاطارات والقواعد الحزبية".