سوسة (وات) توجت أشغال المؤتمر التوحيدي للأحزاب الديمقراطية الوسطية بالإعلان مساء الاثنين بسوسة عن ميلاد "الحزب الجمهوري " ككيان حزبي جديد منبثق عن عملية انصهار بين كل من الحزب الديمقراطي التقدمي وآفاق تونس والحزب الجمهوري وعدد من القائمات المستقلة ومن الأحزاب الصغيرة "حزب الإرادة وحزب الكرامة وحركة بلادي وحزب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية" وعدد من المستقلين. واختار المؤتمرون مية الجريبي لمنصب الأمانة العامة لهذا الحزب الجديد وياسين إبراهيم لمنصب الأمين التنفيذي من جملة 17 عضوا تم انتخابهم ليشغلوا عضوية المكتب التنفيذي. وقد تم اختيار التسمية الجديدة للحزب عن طريق التصويت على قائمة ضمت ثمانية أسماء اقترحها المؤتمرون. كما تم خلال الجلسة الختامية الإعلان عن تركيبة اللجنة المركزية /320 عضوا/ والمكتب السياسي للحزب الجمهوري (75 عضوا) بينما تم تفويض مهمة النظر والمصادقة على اللوائح في وقت لاحق لأعضاء اللجنة المركزية. وكان ياسين إبراهيم أكد في افتتاح أشغال المؤتمر ان الحزب الجديد مقر العزم على الانتشار في كل جهات البلاد والتفاعل مع المواطنين لفهم مشاغلهم والإنصات لتطلعاتهم ومن ثمة إعداد برامج تستجيب لهذه المشاغل والتطلعات. وأوضح ان تركيز الآليات الديمقراطية الأفقية داخل الحزب من شأنه أن يحدد الموقف إزاء التعامل مع بقية مكونات المشهد السياسي التونسي مؤكدا أن العملية التوحيدية قابلة للتوسع في إطار المنافسة المفتوحة داخل إطار الأحزاب الديمقراطية الوسطية. ومن جهتها أكدت مية الجريبي تعهد مناضلي الحزب الجديد بالقطع مع انتماءاتهم الحزبية السابقة وبمواصلة النضال من أجل الحقوق والحريات ومواجهة حكم قالت إنه "ثبت أنه عازم على مصادرة حق الشعب في الحرية والتعبير" فضلا عن التصدي للمجموعات المتطرفة بطرق سلمية. ونددت بتعليق المستشار السياسي لرئيس الحكومة المؤقتة لطفي زيتون على هذا المؤتمر التوحيدي الذي وصفه حسب قولها "بالتكتل من أجل إسقاط الحكومة" قائلة ان "الثقافة الديمقراطية لديه في حاجة إلى مزيد التدقيق". وأضافت أن "الحكومة التي لا تحاور المعارضة لا يمكن لها ان تؤدي وظيفتها كاملة ولا يمكنها أن تتقدم في بناء الديمقراطية وتثبيتها في الممارسة اليومية". كما نددت باسم المؤتمرين بالعنف المسجل ضد المتظاهرين اليوم الاثنين بشوارع العاصمة. وأكد يوسف الشاهد، رئيس الحزب الجمهوري سابقا أن المشروع المجتمعي الذي يحمله الحزب الجديد يرتكز على الفكر الإصلاحي التونسي وعلى الفكر التقدمي والتحرري الذي قاوم الاستعمار والديكتاتورية كما يرتكز على فكرة الاعتدال والوسطية. من جهته قال أحمد نجيب الشابي أن تأسيس هذا الحزب الجديد كان ثمرة من ثمار ثورة 14 جانفي مؤكدا أن شعار المرحلة القادمة سيكون الاتصال المباشر بالمواطنين اقتداء، حسب تعبيره بالزعيم الراحل الحبيب بورقيبة. ودعا إلى أن يكون ميلاد هذا الحزب الجديد قوة دفع في اتجاه إعادة التوازن للمشهد السياسي التونسي وإرجاع ثقة المستثمرين التونسيين والأجانب كما دعا إلى أن يكون هذا الحزب البديل المفترض للقوى التي تحكم تونس اليوم. تجدر الإشارة إلى أن "الحزب الجمهوري" المنبثق عن هذا المؤتمر التوحيدي يضم في هياكله هيئة سياسية عليا تعنى ببلورة السياسات العامة واقتراح المبادرات الوطنية، أسندت رئاستها لأحمد نجيب الشابي ويساعده 9 أعضاء من إطارات الحزب الجديد وذلك وفق ما تم الإعلان عنه خلال لقاء صحفي تم على هامش المؤتمر. ". السابق