جنيف (وات)- وصف تقرير صادر عن الصليب الأحمر السبت الأوضاع في مالي بأنها حالة طوارئ إنسانية في ظل أوضاع شديدة الاضطراب . و نقلت مصادر إعلامية عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تقرير صدر عنها السبت قولها أنه مايزال الحصول على خدمات الرعاية الصحية ومياه الشرب والمواد الغذائية في هذه المنطقة التي تعاني أصلا من أزمة غذائية أمرا صعبا للغاية بالنسبة لعشرات الآلاف من النازحين والمقيمين على حد سواء . و قال رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية التي تغطي مالي والنيجر يورغ اغلين في التقرير أنه على الرغم من العوائق الهائلة المرتبطة بحالة انعدام الأمن الا أن اللجنة الدولية والصليب الأحمر المالي يواصلان سعيهما في شمال مالي لتلبية احتياجات السكان الذين يعانون من أعمال العنف المسلح . وأضاف أغلين قوله أن قافلة من الصليب الأحمر المالي تمكنت يوم السبت الماضي من نقل مواد غذائية وأدوية إلى مستشفى تومبوكتو الا أن هناك ضرورة ملحة للوصول الى السكان الذين يعانون من عواقب العنف السائد هناك لافتا الانتباه الى أن البعثة لم تتمكن بعد من الحصول على ضمانات أمنية كافية لتنفيذ عملية إنسانية أوسع نطاقا . و تسعى اللجنة الدولية في هذه الأوضاع المعقدة وغير المستقرة إلى توعية جميع الأطراف الموجودة هناك بالطابع الحيادى والمستقل لمهمتها والصليب الأحمر المالي وأن توافق على تنفيذها وتبقى هذه الموافقة من جهة والحصول على ضمانات أمنية موثوقة من جهة أخرى أمرين أساسيين لتتمكن من توسيع عمليات توزيع المساعدات الإنسانية على نحو يلبي بشكل كامل الاحتياجات الهائلة للافراد . و على الرغم من الأوضاع غير المستقرة الا أن اللجنة الدولية تمكنت من إرسال قافلة من العاصمة النيجيرية نيامي محملة بالأدوية والمعدات الطبية التي وزعت على مستشفى غاو لتلبية احتياجات ما بين 300 إلى 500 مريض وحوالي مائة جريح حيث تم تسليم الأدوية إلى مركز الإحالة الصحي لمدينة انسونغو جنوب غاو دعما لاستئناف أنشطته. أما على صعيد المساعدات الموجهة للمدنيين فقد تمكنت اللجنة من توزيع حوالي خمسة الآلاف لتر من الوقود يوميا لتمكين مرافق انتاج المياه ومعالجتها في مدينة غاو من العمل وتفادى معاناة السكان من نقص المياه كما أرسلت إلى مدينة كيدال بعثة مكلفة بتقييم الحاجات الأكثر الحاحا. و تبقي اللجنة الدولية في الوقت ذاته فرق عمل بأعداد محدودة في كل من غاو و كيدال و تومبوكتو لمواصلة عملها في شمال مالي كما افتتحت لها للتو مكتبا في منطقة موبتي بالإضافة إلى استمرار عملها في جمهورية مالي باماكو وتقديمها المساعدات الى اللاجئين الماليين في كل من بوركينا فاسو وموريتانيا والنيجر.