تونس (وات)- قالت الصحفية والناشطة الحقوقية اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام سنة 2011 اليوم الجمعة في جلسة افتتاح الندوة الدولية التي تنظمها اليونسكو بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة حول "الأصوات الجديدة: حرية الاعلام تساعد في تغيير المجتمعات" بضاحية قمرت "أن حرية الاعلام حق وليست هبة او منة من احد". واختارت كرمان ان تستهل مداخلتها بآداء النشيد الوطني التونسي واصفة اياه بنشيد الحرية الذي جاب شوارع بلدان الربيع العربي وصدحت بها حناجر الشعوب التائقة للحرية التي لا تكتمل حسب رأيها الا بالحق في صحافة حرة تعطي الصورة الحقيقية للواقع دون اي نوع من الضغوطات او القيود. وأوضحت ان الدول التي تؤسس اليوم لحرياتها التي فقدتها في الماضي لا مجال فيها للعقوبات والمحاكمات من اجل الرأي او النشر ووجهت في هذا الصدد الدعوة الى الحكومات والاحزاب والمؤسسات الى استحداث نص دستوري واضح يضمن الحرية الكاملة للصحافة والتعبير. ومن جهتها بينت السيدة ايرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة اليونسكو أهمية وسائل الاعلام الحديثة خاصة منها شبكات التواصل الاجتماعي في توحيد ارادة الشعوب والتظاهر السلمي للتعبير عن مطالبهم المنادية أساسا بالحرية والكرامة. وأفادت ان ضمان حرية الصحافة مرتبط بضمان امن الاعلاميين اثناء أدائهم لمهامهم ودعت السلطات والحكومات الى التصدي الى العنف اللفظي والجسدي الممارس على الصحفيين وحمايتهم لان حماية الصحفيين في نهاية الامر هو حماية كل المواطنين ملاحظة ان سنة 2012 تنذر بوضع خطير للصحفيين لا سيما وان اليونسكو سجلت مصرع حوالي 20 صحفيا في المدة الاخيرة اثناء القيام بعملهم الميداني. واكدت ن ناحية أخرى انه لا مجال لتسليط عقوبات جزائية على الصحفيين قائلة "ان الكلمة والراي ليست بجرائم." وتطرق السيد محمد بن حسين منسق برنامج الاممالمتحدة الانمائي في تونس ان الثورات العربية جعلت المواطنين منتجين للمعلومة وهو ما يساهم في تطوير المشهد الاعلامي ويدعم التواصل بين وسائل الاعلام التقليدية والجديدة. ودعا الحكومة الى توفير الامن للصحفيين مستنكرا الانتهاكات والعنف الذي تعرض له بعض الاعلاميين اثناء أداء عملهم وهو ما يتعارض مع عملية الانتقال الديمقراطي الذي يستوجب احترام مهنة الصحفي وضمان سلامته مشيرا الى ان اليونسكو وضعت منذ شهر افريل الماضي مخططا لتفعيل حرية الصحافة في تونس والارتقاء بالاعلام الى اعلى درجات المهنية. ومن جانبها تولت مديرة الاعلام والاتصال في مفوضية الاتحاد الافريقي قراءة رسالة من رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الذي تعذر عليه الحضور للمشاركة في فعاليات هذه الندوة الدولية وتضمنت هذه الرسالة تاكيدا على حق الفرد في حرية التعبير التي تعد حقا اساسيا كرسه الاعلان العالمي لحقوق الانسان لا سيما وان الحرية قاعدة لبناء مجتمع ديمقراطي ومتقدم. وبينت كذلك أن سنة 2011 مثلت منعرجا جديدا لحرية الصحافة والتعبير وتعميم شبكات التواصل الاجتماعي وهو ما ساهم في خدمة المواطنين والتعريف بمشاغلهم . وأوضحت الرسالة ان الاتحاد الافريقي تعهد في المؤتمر الافريقي المنعقد مؤخرا في كابتاون بعدم ادخاره اي جهد لتعزيز الحماية للصحفيين كما بينت ان المفوضية سعت منذ 2008 الى تركيز بوابة افريقية لوسائل الاعلام لتشجيع التعددية الفكرية ودعم حرية الصحافة.