أريانة (وات)- سنية الفتوحي/-لا يزال منبت الورود بمنتزه بئر بلحسن وسط مدينة أريانة شاهدا على عراقة وجمال وردة "كاليغا" المعروفة اصطلاحا بوردة أريانة فرغم زحف العمران على المدينة ظل المنبت تربة خصبة للجمال يحتضن مشاتل الورود ويحكي فصولا عن فوائدها العطرية والطبية والجمالية. ومع انطلاق فعاليات عيد الورد باريانة في دورته الخامسة عشر من 11 إلى 20 ماي الجاري يجدد منبت الورود بالمنتزه ثوبه وينتفض كطائر الفينيق ليحتضن من جديد مشاتل ورد أريانة بعد تعرضها للسرقة إبان احداث ثورة 14 جانفي 2011 حيث لم تسلم نباتات الزينة من العبث ولم تستثنى نبتة ورد أريانة من النهب وهي التي وجدت بالجهة منذ أكثر من ثلاثة قرون. يقول الأستاذ والباحث علي حمريت أن تاريخ منتزه بئر بلحسن يعود إلى الفترة الحفصية عندما جعل منه المستنصر بالله الحفصي متنفسا للحنايا التي أقامها سنة 1258 لجلب الماء إلى جنانه المعروفة بجنان أبي فهر أو مدينة العلوم حاليا ويشير أيضا إلى أن بئر بلحسن شكل منذ بداية القرن العشرين مكانا للاستشفاء لسكان مدينة تونس واريانة على حد السواء حيث عرف بمياهه العذبة التي تشفى عليل داء الكلى مثلما شكلت البساتين المحيطة به فضاء للراحة والاستجمام . لكن فكرة إحداث منبت الورود بمنتزه بئر بلحسن تعود إلى سنة 1995 بهدف إحياء نبتة ورد أريانة تحديدا والمحافظة عليها. واكدت سامية الإمام بلحاج خليفة المكلفة بالمناطق الخضراء ببلدية أريانة أن البلدية قامت في مرحلة أولى بتهيئة مساحة صغيرة لتنمية أكثر من3 الاف مشتلة لورد أريانة بعد التعرف على خصائصها وفوائدها لدى خبراء النباتات والورود". وأضافت أن "المنتزه عرف سنة 2006 تهيئة قرابة 2000 متر مربع لغراسة أنواع مختلفة من الغراسات ونباتات الزينة بما فيها نبتة أريانة بكلفة ناهزت 20 ألف دينار ليتم سنة 2009 إضافة 1000 متر مربع أخرى مخصصة للنباتات العطرية والمستديمة والمائية بقيمة 10الف دينار". ولئن تكتسي سوق النباتات والزينة المقامة سنويا بمنتزه بئر بلحسن أهمية كبرى لدى المولعين بالغراسات لمشاركة عارضين من مختلف مناطق الجمهورية في احتفالات الجهة بعيد الورد فان منبت الورود به يظل المكان الامثل للتعايش بين الثقافات والحضارات من خلال المساحة المخصصة لمدينة "قراس" الفرنسية التي ستعمل على غراسة أنواع مختلفة من الورود في إطار التوأمة القائمة بينها وبين مدينة أريانة. ومن اجل أن تنتشر وردة أريانة في إرجاء الولاية فان منبت الورود بمنتزه بئر بلحسن سيحتضن من جديد قرابة 50 نبتة إضافية فالوردة الاريانية التي تزهر في الربيع بخصوبة عالية ورائحة نافذة دخلت ولاتزال في صناعة أرقى العطور العالمية ويعتبر ماؤها دواء للجهاز التنفسي والمعدة والقلب وتنظيف العيون ومكونا أساسيا من مكونات صنع المرطبات ومواد التجميل. وقد تقرر هذه السنة غراستها بعدد من الحدائق العمومية التابعة للمنطقة البلدية باريانة وهي حدائق شارع البيئة ومصطفى حجيج وبئر جمعة باريانة المدينة ومفترق الحي الإداري ومدخل حي النصر من جهة المنزه السابع لعلها بذلك تعاود الحياة وتزهر في جهة كانت ولاتزال موطن كل الجمال.