تونس (وات)- انطلقت الاثنين بتونس أشغال المؤتمر القومي العربي في دورته الثالثة والعشرين وذلك بمشاركة حوالي 200 شخصية سياسية وفكرية من عدة بلدان عربية فضلا عن مشاركة النائب بمجلس العموم البريطاني جورج غالاواي. ويناقش المؤتمر الذي تتواصل أشغاله بمدينة الحمامات على مدى ثلاثة أيام جملة من القضايا التي تهم الأمة العربية في ضوء التحولات السياسية التي شهدتها المنطقة العربية في الفترة الأخيرة. وأكد رئيس المؤتمر خير الدين حسيب (رئيس مركز دراسات الوحدة العربية والأمين العام الأسبق للمؤتمر العربي القومي) بالمناسبة أن هذا المؤتمر يأتي في ظل الانتفاضات والثورات التي شهدتها بعض الدول العربية خلال ال15 شهر الماضية. واعتبر أن الربيع العربي نجح في تغيير النظم بكل من تونس ومصر وذلك لعدة أسباب من بينها ''كسر حاجز الخوف '' و''توفر الوحدة الشعبية '' و''سلمية الانتفاضة'' بهذين البلدين 'بالإضافة إلى موقف الجيش الذي لعب دورا رياديا وحياديا في مواجهة الأزمة في تونس على وجه الخصوص وهو ما لم يتحقق على حد قوله باليمن مثلا وسوريا. ومن جهته نوه جورج غالاواي بالثورة التونسية وبالشعب التونسي الذي قال إنه آمن بالحرية والديمقراطية وتمكن بذلك من التخلص من ديكتاتورية بن علي مشيرا في هذا الصدد إلى أن ''الوقت قد حان لان ترحل كل الديكتاتوريات بطريقة سلمية''. وعبر غالاواي عن إيمانه العميق بأن ''اللغة الواحدة والدين الواحد والهدف الواحد التي تجمع الشعوب العربية من شانها تحقيق وحدتهم في مواجهة الهيمنة الغربية التي تسعى إلى ''تفريقهم وتشتيتهم'' مضيفا قوله ''انني أتمنى بان يرى أبنائي في يوم ما العرب موحدين''. وأكد راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، من جانبه أن انعقاد المؤتمر القومي العربي في مثل هذا الوقت في تونس ليس من شأنه سوى تعزيز الانتماء العربي لتونس التي قال إنها ''تتألم لكل ما يحصل لأشقائها العرب من أحداث سيما بكل من العراق وسوريا وفلسطين''، على حد تعبيره. ولاحظ أن العرب يمرون حاليا بمرحلة انتقالية تؤمن بالوفاق وبأهمية التحول من نظام الزعيم الأوحد والموحد إلى نظام يقوم على الائتلافات التي تلتقي فيها جميع التيارات على اختلاف آرائها من أجل إرساء قيم العروبة والإسلام بما من شأنه دعم العمل القومي العربي. من ناحيته، شدد الأمين العام للمؤتمر، عبد القادر غوقة، على أهمية تحديث العمل القومي العربي في ظل المتغيرات السياسية القطرية والعمل من أجل إنجاح التجربة الديمقراطية والبحث في آليات اتخاذ القرار التي تستجيب لتطلعات الشعوب على حد تعبيره. وللإشارة فإن بعض الفوضى سادت أشغال هذا المؤتمر من قبل بعض الحاضرين الذين رددوا شعارات رافضة للتطبيع مع إسرائيل والصهيونية فضلا عن رفض التدخل الأجنبي في سوريا ودعم خيار المقاومة. وسيناقش المؤتمرون بمدينة الحمامات ابتداء من يوم الثلاثاء الأوضاع التنظيمية والمالية لمنظمة المؤتمر القومي العربي كما سيقومون بانتخاب أمين عام جديد للمؤتمر ، بعد انتهاء فترة ولاية الأمين العام الحالي، الليبي، عبد القادر غوقة.