تونس (وات)- "اللاجئون ليس لديهم خيار، وأنت لديك"، هو شعار الاحتفال باليوم العالمي للاجئين هذه السنة الموافق ليوم 20 جوان من كل عام. ويأتى إقرار هذا اليوم العالمي بهدف تسليط الضوء على الخيارات الصعبة التي يواجهها اللاجئون في العالم وتحسيس الرأي العام بمشاغلهم. وحسب تقرير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الذي أصدرته الاثنين، يناهز عدد اللاجئين والمشردين في العالم 42 مليون و500 ألف شخص منهم 26 مليون و400 ألف داخل أوطانهم وأكثر من 16 مليونا في بلدان اللجوء، يكابدون من اجل البقاء والحصول على صفة لاجئ أو إعادة التوطين. وتفيد معطيات المفوضية أن أكثر من 800 ألف شخص اضطروا لمغادرة ديارهم أو الفرار عبر الحدود العام الماضي وهو العدد الأكبر منذ سنة 2000، وأن اللاجئين الجدد هم من بين 4 ملايين و300 ألف شخص اضطروا للنزوح العام الماضي بسبب الأزمات الإنسانية التي حصلت منذ سنة 2010 في الكوت دي فوار وليبيا والصومال وغيرها. وقد كان لتونس دور في احتضان اللاجئين الفارين من ويلات الحرب في ليبيا خلال السنة الماضية حيث استقبلت ما يقارب 480 ألف لاجئ من العديد من الجنسيات، وبعد قرابة العام من نهاية النزاع في ليبيا لا يزال يقيم بمخيم الشوشة برأس جدير من ولاية مدنين قرابة 2700 لاجئ وطالب لجوء ينتظرون حلا دائما لمشكلتهم. وبلغ عدد اللاجئين الذين غادروا المخيم وتم إعادة توطينهم في دول أوروبية مختلفة وفي الولاياتالمتحدة وكندا نحو 1500 لاجئا، ليبقى الانتظار لمن بقوا في المخيم أمرا يصعب تحمله. وقد صرحت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بتونس اورسولا شولز أبو بكر في بيان بالمناسبة قائلة"نحن نعمل بشكل وثيق مع بلدان إعادة التوطين والحكومة التونسية ونأمل أن تؤدي جهودنا المشتركة إلى إيجاد حلول دائمة للاجئي مخيم الشوشة وفي بلدان أخرى في أقرب وقت ممكن". وتتميز الاحتفالات الدولية باليوم العالمي للاجئين بإطلاق الحملة العالمية للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين "ديلاماز"اي المعضلات، لتحسيس الناس في كل مكان بمشاغل اللاجئين عبر العالم وتفهم الخيارات الصعبة التي يضطر اللاجئ إلى اتخاذها من أجل البقاء على قيد الحياة. وعلى المستوى الوطني، أعدت المفوضية بالتعاون مع شركائها في تونس برنامجا ثريا للاحتفال بهذه المناسبة يتضمن بالخصوص أنشطة ترفيهية وفقرات تنشيطية من عروض موسيقية وأفلام ومعارض للصناعات التقليدية وعروض أزياء للأطفال ومسابقات رياضية. كما ستقام مسابقة رسم للأطفال ومعرض للرسوم. وفي تونس العاصمة ستقوم المفوضية بافتتاح مكتبها الجديد، في حين سيتم بدار الثقافة بجرجيس تنظيم معرضا للصناعات التقليدية والرسوم لفائدة اللاجئين على مدى أسبوع. وسيتم بمخيم الشوشة تنظيم العديد من الأنشطة الجماعية والرياضية وعرض موسيقي. وستعرض جمعية الأممالمتحدة للشباب فرع قابس فيلما خاصا حول لاجئي مخيم الشوشة بالاشتراك مع إذاعة الأممالمتحدة من نيويورك والإذاعة المحلية وإذاعة الواحة بقابس. يذكر ان عمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قد توسع خلال العقود الستة الماضية ليشمل النازحين والبدون او من ليست لهم جنسية. يشار كذلك إلى أنه وفق تقرير المفوضية لهذه السنة فان افغانسان مازالت أكبر دولة مصدرة للاجئين في العالم"2 مليون و700 الف لاجئ" تليها العراق "مليون و400 ألف لاجئ" ثم الصومال"مليون و100 ألف لاجئ" والسودان"500 ألف لاجئ" وجمهورية الكنغو الديمقراطية"491 ألف لاجىء". وفي المقابل تظل ألمانيا اكبر دولة مضيفة للاجئين اذ تستضيف 571 ألف و700 لاجئ بينما تعد جنوب افريقيا اول دولة مستقبلة لطالبي اللجوء السياسي فى العالم خلال السنوات الأربع الأخيرة ب 107 آلاف لاجئ.