صفاقس 28 جانفي (وات) أشرف السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث اليوم الخميس بمدينة صفاقس على أشغال الندوة الوطنية لاستعراض التقرير التاليفي لاعمال اللجان الجهوية بشأن الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة التي كان قد أذن بتنظيمها الرئيس زين العابدين بن علي في 28 جوان 2008 والقى الوزير لدى افتتاحه أشغال هذه الندوة التي حضرها عدد كبير من المثقفين والمبدعين وسائر الاطراف المعنية بالكتاب والمطالعة عن القطاعين الخاص والعام من مختلف ولايات الجمهورية كلمة بين فيها ان الاستشارات الجهوية مثلت رافدا اساسيا للاستشارة الوطنية الموسعة حول الكتاب والمطالعة التي عكست ايمان الرئيس زين العابدين بن علي بأهمية الكتاب والمطالعة وبقطاع المعلومات عموما مشيرا الى ان هذا القطاع قد تحول بفروعه وشعبه المختلفة الى قطاع حيوى وبات يحتل موقعا استراتيجيا ويضطلع بدور أساسي في نهضة الامم ورقيها ولاحظ السيد عبد الرؤوف الباسطي ان اختيار رئيس الدولة لسنة مفصلية هي سنة2009 ليأذن باجراء هذه الاستشارة الموسعة لم يكن من قبيل الصدفة سيما وان هذه السنة اقترنت باجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وكانت في ذات الوقت سنة ثقافية بامتياز حيث احتفت فيها بلادنا بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية وبمائويات العديد من اعلامنا وفي مقدمتهم الشابي والدوعاجي والفاضل بن عاشور وبمائوية المسرح التونسي الذى كان من أهم مسالك انخراط ثقافتنا الوطنية في مسار الحداثة وأضاف ان سنة 2009 كانت السنة التي أكد فيها الرئيس زين العابدين بن علي مجددا من خلال برنامجه المستقبلي الاهمية التي يوليها للثقافة كمحرك أساسي من محركات التنمية الشاملة والمستدامة مبينا ان النقطة الثامنة عشرة من هذا البرنامج /تونس منارة ثقافية على الدوام/ تفصح مجددا عن مكانة الثقافة في فكر الرئيس بن علي من خلال تمش متبصر يراعي مقتضيات الحاضر ويستشرف المستقبل وينزل الثقافة في صلب مشروع التغيير الحضارى وبعد ان استعرض اوجه العناية التي شملت الثقافة وأهلها في تونس والتي جعلت من المبدع ضمير الامة ومن المثقف شريكا للتمشي الاصلاحي الديمقراطي ومن التوجه اللامركزى في ادارة الشأن الثقافي مسارا ثابتا أكد الوزير ان خيارات تونس في المجال الثقافي ترفع منزلة المبدع وتحيطه بالرعاية وتحفظ حقوقه المادية والادبية من ذلك حرص رئيس الجمهورية على مراجعة القانون المتعلق بالملكية الادبية والفنية وقرار سيادته القاضي برفع الرقابة الادارية عن المنشورات وقوله بان /حقول الثقافة والابداع لا تزهر بغير الحرية/ وبين السيد رضا النجار منسق اللجنة الوطنية للاستشارة من جهته ان هذه الاستشارة التي انبنت على محاور أساسية ثلاثة أولها موقع الواب التفاعلي الذى يدلي من خلاله كل من يرغب في الادلاء برأيه وثانيها الدراسة الميدانية حول واقع المطالعة في بلادنا وثالثها الاستشارات الجهوية قد سلكت منهجية عمل ديمقراطية وعلمية من خلال حوار موسع تواصل لمدة طويلة ليستكمل اليوم وستضمن نتائجه في التقرير الختامي للاستشارة الذى سيرفع الى سلطة الاشراف كما تم خلال هذه الندوة تقديم نتائج الدراسة الميدانية المنجزة في اطار الاستشارة والمتمثلة في سبر اراء عينة ممثلة للمجتمع التونسي بمختلف شرائحه حول ميولاته القرائية وعلاقته بالكتاب وقد شملت هذه الدراسة التي أنجزها مكتب دراسات مختص 1029 مستجوبا وبينت ان 22 فاصل 74 بالمائة من المستجوبين لم يقرؤوا يوما كتابا وان 77 فاصل 26 بالمائة من التونسيين سبق لهم أن طالعوا كتابا واحدا و31 فاصل 88 بالمائة طالعوا كتابا خلال سنة 2009 وبينت الدراسة كذلك ان تقسيم نسب المطالعة حسب الجنس يبرز ان النساء تطالعن اكثر من الرجال بزيادة 7 فاصل 51 بالمائة في حين بينت ان نسبة المطالعين للكتب في اوساط الشباب هي ارفع من نسبة المطالعين في صفوف الاكبر سنا وتمت كذلك ضمن الندوة تلاوة ومناقشة التقرير التاليفي لاعمال اللجان الجهوية بشان الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة التي انبنت على محاور ثلاثة هي أولا تشخيص الوضع الحالي في مجالات تاليف الكتاب والطباعة والنشر والتوزيع والمطالعة وثانيا الرهانات الثقافية والحضارية الاقتصادية المتصلة بقطاعي الكتاب والمطالعة وثالثا استراتيجية النهوض بهما من خلال صياغة التوصيات والمقترحات و زار السيد عبد الرؤوف الباسطي من جهة أخرى كلا من المركز الثقافي محمد الجموسي بصفاقسالمدينة وفضاء برج القلال بطريق قرمدة ومركز الفنون الدرامية والركحية بالجهة مطلعا على الانشطة الثقافية والفكرية والفنية التي تحتضنها هذه الفضاءات على مدار السنة وما تؤمنه من ظروف ملائمة للابداع لفائدة كل الطاقات والكفاءات