قمرت (وات)- افتتحت صباح الجمعة بضاحية قمرت أشغال منتدى دولي حول "الحوكمة في السياق الانتقالي: التجارب الدولية ودور الكفاءات الوطنية في الخارج وافاق المقاربة التونسية"، تنظمه كتابة الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج ووزارتا الحوكمة ومكافحة الفساد والاصلاح الاداري بالتعاون مع المعهد العربي للحوكمة وبرنامج الاممالمتحدة للتنمية. ويهدف المنتدى الذي يتواصل على امتداد يومين الى اعادة التفكير في المسائل المرتبطة بالحوكمة في المرحلة الانتقالية الحالية وطرح أهم الاشكاليات المتعلقة بالتغييرات المؤسساتية في تونس وذلك بالاستئناس بتجارب دولية في مختلف ممارسات الحوكمة. كما يرمي الى استكشاف الاليات والطرق الكفيلة بتشريك الكفاءات التونسية في الخارج في عملية الانتقال الديمقراطي خاصة في ما يتعلق بمجال الحوكمة والاستفادة من تجارب هذه الكفاءات خاصة في هذه الفترة الانتقالية من تاريخ تونس. ويشارك في هذا اللقاء الدولي مجموعة من الكفاءات التونسية المقيمة بالخارج بالاضافة إلى خبراء من البحرين والبرازيل ومصر والمغرب والسلفادور وجورجيا، من اجل تبادل الخبرات في مجال تطوير الحوكمة. وأكد حسين الجزيرى كاتب الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج في افتتاح الاشغال، على اهمية تطوير منظومات الحوكمة الرشيدة في مختلف المؤسسات وخاصة القطاع العام وذلك لمسايرة متطلبات التنمية والعدالة الاجتماعية والنهوض الاقتصادي. وأبرز ضرورة العمل على ادماج الكفاءات الوطنية في الخارج في مسار الاصلاح وفي جهود التنمية في مجالات اختصاصهم بما في ذلك مجال الاصلاح المؤسساتى والحوكمة معتبرا ان هذه الكفاءات ثروة وطنية متميزة وجب الاستفادة منها وايلائها دورا استراتيجيا في مخططات الدولة وبرامجها. وتعتمد كتابة الدولة للهجرة، حسب الجزيري، سياسة تقوم على تعزيز راوبط الصلة بين هذه الكفاءات في الخارج ونظرائها داخل البلاد من اكاديميين وخبراء ومؤسسات عمومية وهيئات وطنية وذلك من خلال تنظيم ندوات مختصة وتكثيف تبادل الزيارات ودعم نسق الاستشارات ودورات التكوين. ومن جهته أكد عبد الرحمان الادغم الوزير المكلف بالحوكمة ومقاومة الفساد ان تونس اليوم تحتاج الى حشد كل طاقاتها والاستفادة من ثروتها البشرية بما في ذلك الجالية مشيرا الى أهمية ربط الكفاءات الوطنية بالخارج بعملية البناء والاصلاح. كما اعتبر ان عملية الاصلاح تتطلب مقاربة تشاركية مع مختلف الاطراف المعنية من جهات حكومية وغير حكومية الى جانب دعم جهود مقاومة الفساد والمحسوبية. وقال محمد بالحسين ممثل قار لبرنامج الاممالمتحدة للتنمية بتونس ان هذا المنتدى يمثل فرصة واطارا مناسبا للتباحث حول مسار الانتقال الديمقراطي في تونس مؤكدا على ضرورة ايجاد اليات لتسهيل الحوار بين الاطراف الحكومية وغير الحكومية في مجال بلورة الخيارات السياسية العمومية البديلة وتحسين الحوكمة المحلية واصلاح الادارة العمومية. كما أشار الى الدور الأساسي الذي يمكن ان تضطلع به الكفاءات الوطنية في الخارج في عملية الانتقال الديمقراطي وبناء تونسالجديدة مبينا ان تجارب هذه الفئة من شانها ان تساهم في تسهيل اكتساب الدولة لاليات ممارسة الحوكمة. من جهته عبر سفيان الصحراوى رئيس المعهد العربي للحوكمة عن التزام المعهد بتفعيل كيفية الحوكمة على مستوى نقاط الاتصال الرئيسية الثلاث أي بين المواطن ورجل السياسة وبين رجل السياسة والحكومة وبين المواطن والحكومة. وأشار الى انه من الأهداف الاستراتيجية لهذا المعهد الذى تحتضنه تونس، بالخصوص تقييم السياسات العامة وتقديم راي مستقل عن السياسة العامة وتوفير منتدى لتبادل الافكار والاراء بين مختلف الجهات الفاعلة. وفي مداخلة بعنوان "رؤية جديدة حول التنمية الجهوية في تونس" بين عبد الرزاق الزواري الخبير الاقتصادى ووزير التنمية الجهوية السابق ان "الحكومة الترابية من شانها ان تجعل الجماعات المحلية تتحرك كمجموعة فاعلة". ورأى ان الحوكمة تمكن الفاعلين العموميين والخواص من بناء وفاق تنظيمي دامج لمختلف الاطراف المعنية من اجل ضبط الاهداف المشتركة والتوصل الى تحديد مساهمة كل طرف والالتزام برؤية مشتركة حول مستقبل فضائهم الترابي. تجدر الاشارة الى ان برنامج هذا المنتدى يتضمن عدة مداخلات علمية حول "الحوكمة العمومية وتنمية القدرات" و"تجربة جورجيا في الحوكمة الانتقالية" و"الحوكمة المفتوحة والمسؤولية الاجتماعية" و"من اجل عقد اجتماعي جديد في تونس".