تونس 4 فيفري 2010 (وات) - تحتفى تونس انطلاقا من يوم 5 فيفرى 2010 بالالات الموسيقية في بادرة من جمعية احباء الابداع الموسيقي لرد الاعتبار للموسيقى والاتها فاصلين اياها عن الغناء كفن طغى فيه الصوت على الالة بما وضعها في مرتبة ثانوية. وتعكس الرغبة في تخصيص اسبوع للموسيقى الالاتية ما يشهده هذا الفن من تراجع في ظل التوجه الفني الحديث الذى يتيح المجال اكثر للحفلات الغنائية ويقدم الصوت على الموسيقى بما جعلها تبدو مكملا له وليست اساسا ينطلق منه. وفي الواقع اختلف الموءرخون والباحثون في اثبات اسبقية الانسان الاول في التعبير عن مشاعره او حالته بالايقاع او باصدار الاصوات الموزونة على ان الثابت تاريخيا استعمال الانسان القديم ليديه ورجليه لاصدار ايقاع موسيقى ثم بتحويل بعض المواد الموجودة في الطبيعة الى ادوات لتوليد الاصوات الموسيقية مثل تحويل العظام الى صافرات بعد ثقبها وصنع انواع مختلفة من الطبول من جذوع الاشجار. وقد استعمل الانسان القديم هذه الالات لاغراض متعددة كاحداث الاصوات والضجيج والمناداة وحماية نفسه من بعض الظواهر الطبيعية ثم صنع الالات الايقاعية وطورها لتظهر الطبول والدفوف فضلا عن الات النفخ مثل /القصب/ والعظام المجوفة ثم البوق والفلوت والناى والمزمار. وفي عصور لاحقة ظهرت الالات الوترية التي بدأت بغصن قابل للالتواء يثبت على اطرافه الوتر ليظهر العود سيد الالات الشرقية والقيثارة المنسوبة للموسيقى الغربية واختتمت الالات الموسيقية المصنفة عالميا بالات المفاتيح مثل البيانو. ولئن تعكس اصوات المغنين بصورة نسبية هويات اصحابها الا ان الموسيقى الالاتية هي بطاقة هوية للبلدان التي تنتمي اليها فالموسيقى تسمى عادة باسماء البلدان او الحقبات التاريخية او الحضارات لارتباطها الزمني والمادى بها. والالات الموسيقية ايضا وان يعمم مجملها على الحضارات فان لكل بلد خاصياته والاته التي ترتبط بموروثه الموسيقي مثل الة المزود في تونس والربابة في مصر والقيثارة السومرية في العراق والبزق في سوريا والماريمبا في افريقيا وامريكا الجنوبية. وكما تشتهر الالات يشتهر عازفوها ايضا ويحفظ التاريخ الموسيقي العالمي اسماء عازفين مهرة وموسيقيين افذاذ مثل بيتهوفن وموزارت وبول كاردال لدى الغرب والقصبجي واحمد القلعي وانور ابراهم ونصير شمة وعبود عبد العال وياسمين عزيز لدى العرب. وللتعريف بالالات الموسيقية القديمة والمتداولة حاليا يقيم مركز الموسيقى العربية والمتوسطية /النجمة الزهراء/ بسيدى بوسعيد معرضا قارا للالات الموسيقية مصنفة حسب اصنافها الوترية والايقاعية والهوائية. ولان الموسيقى والاتها علم لا يقبل التطور منفردا ولا تستطيع العيش بمعزل عن تلاقح الحضارات وتلاحمها فان الاحتفال باسبوع الموسيقى الالاتية مثل الذى تنظمه تونس منذ 5 سنوات هو عالمي في توجهه توءثثه سنويااسماء من تونس والعالم ويحتفل فيه بالعود كما القيثارة والكمنجة والبيانو.