بيروت (وات)- شهدت أحياء في وسط مدينة حلب شمال سوريا يوم الثلاثاء اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية التي قصفت أحياء في شرق المدينة في وقت بلغت فيه حصيلة قتلى الثلاثاء 122 شخصا نحو نصفهم من المدنيين حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. في ريف دير الزور شرقا سيطر المقاتلون المعارضون في مدينة الميادين ظهر الثلاثاء على مفرزة الأمن العسكري بعد اشتباكات عنيفة استمرت منذ مساء الاثنين حسب المرصد. في حلب قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس براس أن الجيش السوري الحر هاجم مقر الجيش الشعبي الذى يقع على الطرف الجنوبي من حي الاشرفية ويضم ما بين 300 إلى 400 من عناصر الجيش الشعبي والأمن والشبيحة . على الاثر حصل قصف مروحي على المنطقة دفع المقاتلين المعارضين إلى التراجع. وعمدوا إلى شن هجوم آخر على مقر الأمن الجنائي بالقرب من مستشفى ابن رشد فقامت مروحيات النظام بقصف محيط المقر أيضا لمنع الجيش الحر من التقدم . وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة. وانسحب المقاتلون المعارضون مجددا نحو حي الاشرفية الذي يسيطر عليه مقاتلو وحدات الحماية الشعبية الكردية التابعون لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. وقال عبد الرحمن أن المقاتلين الأكراد أمنوا الحماية لعناصر الجيش الحر وعبورا إلى مناطق آمنة من دون أن يدخلوهم إلى المناطق السكنية في حيهم خوفا من استهداف الحي بالقصف . والجيش الشعبي جزء من الجيش النظامي السوري لكن عناصره مكلفون بحماية المقار الحكومية ولا يشاركون عادة في العمليات الحربية. ولفت المرصد إلى قصف مركز وشديد بالمروحيات والمدفعية من القوات النظامية على أحياء صلاح الدين وسيف الدولة جنوب غرب والصاخور والشعار شرق والسكرى جنوب وباب الحديد وباب النصر وسط . ورأى عبد الرحمن ان هذا القصف العنيف مقترنا بالحشود المتواصلة يمهد على ما يبدو لعملية اقتحام تنفذها القوات النظامية لمدينة حلب. وأوضح أن القصف يجبر عناصر الجيش الحر على الانكفاء إلى مناطق أكثر أمنا وبالتالي الانسحاب من الشوارع . وفي شرق البلاد أفاد مدير المرصد أن كتائب المجلس العسكري الثوري للمنطقة الشرقية بمساعدة كتائب أخرى من الثوار سيطرت ظهر اليوم على مفرزة الأمن العسكري في مدينة الميادين لافتا إلى أن اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل أربعة من عناصر المفرزة بينما انسحب باقي عناصر المفرزة إلى مقري كتيبة الهجانة حرس الحدود وكتيبة المدفعية المتواجدين في المدينة . وذكر أن السيطرة على مقر الأمن العسكري في المدينة تأتي بعد السيطرة على مقري الأمن السياسي وأمن الدولة و بالتالي لم يبق في الميادين من مقرات أمنية وعسكرية للنظام سوى مقري الهجانة وكتيبة المدفعية . ولفت إلى أن هذه المفارز الأمنية الثلاث أصبحت خالية شارحا أنه لا يمكن للثوار أن يستقروا فيها لان هذا يعني تعرضهم للقصف من قبل القوات النظامية. ويسيطر المقاتلون المعارضون على غالبية مدينة دير الزور وريفها باستثناء مدينتي البوكمال على الحدود العراقية والميادين. وحصدت أعمال العنف في سوريا الثلاثاء 122 قتيلا هم 59 مدنيا نحو نصفهم في حمص وسط حيث قتل 29 مدنيا بالإضافة إلى 31 مقاتلا معارضا سقط تسعة منهم في مدينة حلب شمال بحسب المرصد. كما قتل ما لا يقل عن 32 من القوات النظامية خلال اشتباكات في دير الزور وحلب وادلب ودرعا وريف دمشق.