مكة المكرمة ( من مبعوث وات جمال بن جدو) - عاد رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي صباح الخميس إلى تونس بعد مشاركته في أشغال الدورة الإستثنائية الرابعة لمؤتمر القمة الإسلامى (قمة التضامن الإسلامي) التي إحتضنتها مكةالمكرمة يومي 14 و15 أوت الجاري. وكانت لرئيس الجمهورية، على هامش القمة محادثات مع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية وكبار الضيوف المشاركين في القمة، تناولت بالخصوص العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك وخاصة تطورات الملف السوري. وقد تمخضت عن قمة التضامن الإسلامي جملة من القرارات والتوصيات تصب جميعها في إتجاه مزيد توحيد الصفين العربي والإسلامي ونصرة المسلمين المضطهدين في جميع أنحاء العالم ووقف المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري. ومثل قرار تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي وفي جميع أجهزتها المتفرعة والمتخصصة القرار الأبرز الصادر عن قمة مكةالمكرمة التي دعت مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته كاملة لوضع حد لما يتعرض له الشعب السوري من أعمال عنف وسفك دماء وذلك بإيجاد حل سلمى ودائم للأزمة. وجدد القادة العرب والمسلمون إدانتهم "الشديدة" للعدوان المتواصل لإسرائيل على المقدسات الإسلامية فى القدس المحتل وسعيها لتهويد بيت المقدس معلنين تبنيهم الخطة الإستراتيجية الخاصة بالقدس التى تم اعتمادها فى الدورة 38 لمجلس وزراء الخارجية الإسلاميين كإطار لتحديد أولويات التمويل الإسلامي لبيت المقدس. كما طالبوا، وفق نص البيان الختامي للقمة، مجلس الأمن الدولي "بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ وصون الأمن والسلم الدوليين والتحرك الفوري لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها وعدوانها المستمر عليه، حاثين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي على دعم الجهود الدبلوماسية لتوسيع نطاق الإعتراف بدولة فلسطين على درب تحقيق إستقلالها وانضمامها كعضو كامل إلى المنتظم الأممي. وبخصوص الأحداث الجارية في جمهورية مالي،أعرب القادة المجتمعون في مكةالمكرمة عن قلقهم الشديد مما تشهده الأوضاع فى هذا البلد وفي منطقة الساحل من تطورات تتسم بالتصعيد جراء تنامي الجرائم المنظمة والإتجار غير المشروع بالأسلحة والمخدرات في تلك المنطقة فضلا عن وجود تهديدات جادة لتقسيم مالي من قبل الحركة الوطنية لتحرير "أزواد" وأكدوا موقفهم المبدئي الداعم لصون سيادة جمهورية مالي وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية . وفي ما يتصل بالملف الرابع المطروح على قمة "التضامن الإسلامي" والمتعلق بوضع الأقليات المسلمة في مينمار ببورما، أدان القادة العرب والإسلاميون إستمرار سلطات هذا البلد الآسيوي في تجاهلها للقانون الدولي بالتعدي على هذه الأقليات وإضطهادها بسبب دينهم. ودعوا سلطات مينمار إلى "الوقف الفوري لاستخدام القوة والعنف ضد مسلميها والإمتناع عن إرتكاب تصرفات غير قانونية قد ترتقي إلى درجة الجرائم ضد الإنسانية". كما انبثق عن القمة إعلان "ميثاق مكةالمكرمة" تعهد خلاله القادة والزعماء المشاركون في الدورة الاستثنائية الرابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي بالأخذ بكل أسباب التعاون والتضامن بين المسلمين مؤكدين "مضيهم في محاربة الإرهاب وتحصين الأمة الإسلامية منه والعمل على إشاعة الإسلام الوسطي المعتدل واحترام الشعوب الإسلامية لبعضها البعض ولسيادتها واستقلالها" . وحملوا إسرائيل المسؤولية "الكاملة" عن توقف مفاوضات عملية السلام وفق قرارات الأممالمتحدة ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق.