تونس 17 ماي 2010 (وات)- تأخذ المراهنة على الشباب في المقاربة التونسية ملامح عديدة تتكامل وتلتقي حول تشريك هذه الفئة في صنع الحاضر واستشراف المستقبل عبر اليات تتعاطى مع الشباب على انه قوة فاعله قادرة على الاسهام في رسم ملامح تونس الغد، كما تجلى ذلك مجددا من خلال برلمان الشباب الذي تولى الرئيس زين العابدين بن علي ختم القانون المتعلق به اليوم الاثنين. ويؤكد احداث برلمان الشباب خيار المراهنة على اعداد الشباب لتسلم المشعل وتحمل المسؤولية في مرحلة لاحقة من خلال التدرب على التفكير الجماعي ومحاكاة العمل البرلماني في اجراءات التسيير. كما ينطوى احداث هذه المؤسسة على رسالة سياسية بليغة الى الشباب التونسي بما تتيحه امامه من فرص المشاركة في الشان العام وابداء الراي في المسائل الشبابية. ويهدف برلمان الشباب بالخصوص الى نشر الثقافة الديمقراطية فى أوساط هذه الفئة وتعميق الوعي لديها بالانتماء الى الوطن وتعزيز الولاء له والى ترسيخ ثقافة التسامح وحقوق الانسان، وتنمية الشعور بان الحريات والحقوق تمارس في نطاق القانون والمسؤولية في ضوء قيم الجمهورية. وتمثل هذه المؤسسة التى ينطلق نشاطها فى 25 جويلية 2010 فضاء لتطوير شخصية الشباب ومهاراتهم واعدادهم للمشاركة السياسية وتطوير اهتماماتهم بالشان العام خاصة من خلال تناول القضايا المجتمعية الراهنة والمستقبلية. ولئن كان لهذه المؤسسة الاستشارية طابع مؤسساتي قانوني، فهى تعد إضافة نوعية لمختلف اشكال التحاور مع الشباب وسبر ارائهم على غرار الاستشارات الشبابية الوطنية ومنابر الحوار التي ميزت سياسة تونس الحكيمة في التعاطي مع الشان الشبابى. ويعد برلمان الشباب الذي كان صادق عليه مجلس النواب ومجلس المستشارين هيئة استشارية ليس لها اختصاص تشريعي ستساعد على جعل المشاريع المقترحة والخدمات المقدمة الى الشباب اكثر تجاوبا مع مطامحه واقرب الى تطلعاته باعتبار ان الشباب هو الاقدر على التعبير باسلوبه عن مشاغله. ويذكر ان برلمان الشباب يضم بمقتضى القانون المحدث له عددا من الاعضاء مساويا لعدد اعضاء مجلس النواب بكيفية تعكس تركيبته الاحزاب الممثلة فيه. ويشترط في عضو برلمان الشباب ان يكون تونسي الجنسية منذ خمسة اعوام على الاقل ومتمتعا بحقوقه المدنية والسياسية وان لا يكون في حالة من الموانع المنصوص عليها بالفصل الثالث من المجلة الانتخابية وان يتراوح سنه بين 16 و23 سنة. وتحدد مدة العضوية ببرلمان الشباب بعامين. ويعقد هذا البرلمان دورتين كل سنة خلال شهري مارس ونوفمبر. ووتتواصل كل دورة يومين. وينتخب رئيسا له ونائبين في بداية كل دورة وذلك بالاغلبية المطلقة لاعضائه. وبقدر ما يعد احداث برلمان الشباب تكريما متجددا لهذه الفئة بما يكرس الحرص على تعزيز الحضور الشبابي الفاعل في الحياة السياسية، فهو ايضا تكليف للاجيال الجديدة للانخراط في الحياة العامة وللمشاركة الفاعلة في منظومة المؤسسات الاستشارية والاسهام في كسب التحديات.