تونس 8 جوان 2010 (تحرير وات/زهير الوريمي)- جدد الرئيس زين العابدين بن علي حرصه على مزيد الارتقاء بواقع الطفولة والشباب ومتابعة مشاغل هذه الفئات ودعم الاحاطة بها والنهوض بموءهلاتها وذلك لدى اطلاعه امس الاثنين على فحوى الدورة الثانية للمجلس الاعلى للشباب والطفولة والتربية البدنية والترفيه المنعقدة نهاية الاسبوع المنقضي بمشاركة ممثلي الاحزاب السياسية والمنظمات الوطنية والنسيج الجمعياتي والهياكل المختصة. وقد اكد التقرير المعروض على اعضاء المجلس تحت شعار /التنشيط التربوي الاجتماعي دعم للتنشئة السليمة/ الاهمية الكبيرة التى يكتسيها التنشيط التربوي والاجتماعي ضمن مقاربة تونس في مجالي الطفولة والشباب من منطلق الايمان بفوائد هذا التنشيط وتاثيراته الايجابية واسهامه فى تكوين شخصية الاطفال والشبان وصقل مواهبهم وتطوير ملكاتهم الابداعية ترسيخا لروح المواطنة والاعتزاز بالهوية التونسية. كما بين ان تونس كانت سباقة الى الاستشراف العلمي الدقيق للتحولات الاجتماعية العميقة والمتسارعة التي يعيشها المجتمع وعملت مبكرا على الانخراط الفاعل في مسار التطور التكنولوجي والمعلوماتي في اطار مشروع حداثي يرمي الى المسك بناصية العلم والمعرفة مع اتخاذ كل الاحتياطات على جميع المستويات لحماية الاطفال والشباب من الانزلاق في السلوكات المحفوفة بالمخاطر. وقد وضعت الدولة منظومة متكاملة من البرامج والاليات واحدثت نسيجا موءسساتيا مختصا ودعمت تدخلات المجتمع المدني لكسب الانخراط الفاعل للاطفال والشباب في المجتمع من اجل تكوين جيل معتز بهويته ومتفتح على الثقافات والحضارات الاخرى. واستعرض التقرير مكونات وخصائص منظومة التنشيط التربوي الاجتماعي التي وضعتها تونس لتلبية حاجيات الاطفال والشباب من الجنسين في كل جهات البلاد. كما وقع ابراز ما تم توفيره من امكانيات حتى تكون هذه المنظومة وسيلة ناجعة لتكوين اجيال متشبعة بروح المواطنة وبالسلوك الحضاري وذكر بمختلف الاليات المعتمدة في مجال التنشيط التربوي الاجتماعي التي شملت كل فئات الاطفال والشباب ولا سيما ذوي الاحتياجات الخصوصية والذين يقطنون الاحياء ذات الكثافة السكنية والمناطق الريفية. وقد شهدت مؤسسات التنشيط التربوي الاجتماعي الموجهة للطفولة والشباب تطورا هاما بان ارتفع عدد رياض الاطفال من 1042 عام 1995 الى 3562 عام 2009 لتستوعب نسبة 31 بالمائة من الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 3 و5 سنوات. كما يشمل التنشيط التربوي الاجتماعي مؤسسات الطفولة 6 /15 سنة وبقية الفضاءات التي توفر خدمات لفئة 15-29 سنة من دور ثقافة وشباب ومكتبات العمومية . وقد بلغ عدد المنخرطين في النوادي والمؤسسات الشبابية والثقافية 66 ر1 مليون طفلا وشابا من الجنسين سنة 2009 فيما بلغ عدد المستفيدين من خدمات التنشيط التربوي الاجتماعي حوالي 804 ر2 مليون طفل وشابا بما في ذلك الخدمات التي تسديها نوادي الاطفال والشباب المتنقلة ونوادي الشباب الريفية والاحياء ذات الكثافة السكنية. وبصفة موازية يبلغ عدد نوادي التنشيط بالمؤسسات التربوية والتعليمية من مدارس و معاهد وجامعات 28600 ناد وهي تقوم بدور هام في تاطير الناشئة واعدادها للمستقبل. وتشمل منظومة التنشيط التربوي الاجتماعي للطفولة والشباب في تونس برامج متعددة ضمن الجمعيات الرياضية المدرسية والمدنية ومراكز وفضاءات الاعلامية للانترنات الموجهة للاطفال والشباب وفضاءات الترفيه والنزهة التي تدعمت باحداث 2000 فضاء جديد شملت مختلف جهات البلاد فضلا عن برامج الزيارات والرحلات الاستكشافية والاصطياف لفائدة الشباب والطفولة بمختلف فئاته الى جانب المهرجانات والتظاهرات والمسابقات الثقافية العلمية. وتسعى مؤسسات التنشيط التربوي الاجتماعي الى توفير الاحاطة الاجتماعية اللازمة لفائدة اطفال وشباب تونس وذلك بالحرص على تعزيز الصلة بالاسر ودعم قدراتها ومرافقتها على تربية الابناء وحسن تنشئتهم على المبادئ والقيم السامية وتوفير افضل الظروف المادية والمعنوية لهم. وتتميز المنظومة التونسية في التنشيط التربوي الاجتماعي بانها توفر خدمات متميزة بوسائل حديثة لذوي الاحتياجات الخصوصية ضمن مؤسسات وجمعيات مختصة في اطار الحرص على ضمان مبدا تكافئ الفرص بين جميع الفئات وتكريس حق الطفل في الترفيه. وشدد التقرير على الاهمية المتزايدة لدور التنشيط التربوي الاجتماعي في التنشئة السليمة في ظل التحولات التي تعرفها المجتمعات في العالم والتي تتسم بتشابك وتنوع مصادر المعرفة والانتشار الواسع للوسائل التكنولوجية الحديثة وتعدد المرجعيات الثقافية والتربوية وكذلك في ظل التحولات التي تعرفها الاسرة والتحديات التي يواجهها المجتمع. كما تم التاكيد في هذا التقرير على ان التنشيط التربوي الاجتماعي يتيح افاقا متجددة للابداع وممارسة الهوايات ويساعد على تاثيث ازمنة الوقت الحر واوقات الفراغ وفضاءات الترفيه بشكل هادف. ويفخر الشباب التونسي بما تحقق له من مكاسب على مستوى التجهيزات والتشريعيات فيما يعد المجلس الاعلى للشباب والطفولة والرياضة والتربية البدنية والترفيه الية نوعية ريادية ترصد تطور واقع الشباب والطفولة وتقترح سبل النهوض به لمزيد تمتيع كافة اطفال وشباب تونس بمكاسب جديدة وذلك تحقيقا لتكافئ الفرص في اطار منظومة متكاملة لكل طفل وشاب فيها نصيب دون اقصاء او تهميش. وياتي المحور الثامن من برنامج الرئيس بن علي للمرحلة القادمة ليبشر بغد افضل لابناء تونس رجال الغد، لما تضمنه من حرص على مزيد تطوير المنشات الشبابية والرياضية وتاكيد على تاهيل هذه المنشات وتعهدها بالصيانة المستمرة وترفيع الاعتمادات المخصصة لها. وقد ابرز التقرير هذا المنحى اذ اكد على ان البرنامج الرئاسي الجديد 2009-2014 يعد الاطار الامثل لدعم الجهود الوطنية في مجال التنشيط التربوي الاجتماعي في اطار شراكة فاعلة بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.