بوغوتا 21 جوان 2010 /وات/ فاز وزير الدفاع السابق خوان مانويل سانتوس في انتخابات الرئاسة في كولومبيا التي جرت جولتها الثانية والحاسمة يوم الاحد . وبعد فرز الاصوات في 75 بالمائة من مراكز الاقتراع حصل سانتوس " 58 عاما " المقرب من الرئيس المنتهية ولايته الفارو اوريبي على 9ر68 في المائة من الاصوات . وتنافس وزير الدفاع السابق في الجولة الثانية مع انتاناس موكوس " 58 عاما ايضا " رئيس بلدية بوغوتا السابق الذى نال 6ر27 بالمائة من الاصوات . ويعتبر خوان مانويل سانتوس مرشح استمرارية سياسة الحزم التي انتهجها اوريبي ازاء حركة التمرد اليسارى بينما يعرف انتاناس موكوس بنفسه كمنافس قوى مستعد لمكافحة الاوبئة المستفحلة في المجتمع الكولومبي مثل الفساد والعنف . ورغم الحماسة التي اثارها موكوس استاذ الرياضيات والفلسفة الذى يمثل حزب الخضر فقد فقدت " الموجة الخضراء " التي كانت تحمله الكثير من دفعها اذ انه لم يحصل في الجولة الاولى التي جرت في 30 ماى الماضي سوى على 4ر21 بالمائة من الاصوات مقابل 5ر46 بالمائة لسانتوس مرشح الحزب الاجتماعي للوحدة الوطنية " يمين " . ومن حينها لم يتوصل موكوس الى قلب الاوضاع . ويعتبر خوان مانويل سانتوس مرشح الاستمرارية وهو يخوض الانتخابات مدفوعا بانتصارات حققها على حركة التمرد حين كان وزيرا للدفاع بين سنتي 2006 و2009 ولا سيما تمكنه من تحرير 15 رهينة من ايدى القوات المسلحة الثورية في كولومبيا " الفارك .. ماركسية " . ووعد خلال حملته الانتخابية بالدفاع عن سياسة " الامن الديموقراطي " التي انتهجها الرئيس المنتهية ولايته الذى دفع حركة التمرد الى التقهقر في غضون ثماني سنوات . وتنشط حركة الفارك في نحو خمسين بالمائة من اراضي كولومبيا لكنها لم تعد تطوق المدن. وقد ضاعفت القوات الحكومية من شرطة وجيش عددها من 220 الفا الى 425 الف عنصر . وركز انتاناس موكوس الذى كان يدعو الى عودة " اللياقة " الى قمة هرم الدولة على التحديات التي تنتظر الرئيس المقبل بينما لا يزال المجتمع الكولومبي يعاني من زراعة وتجارة المخدرات وقد دعي للاقتراع نحو ثلاثين مليون ناخب من اصل 46 مليون نسمة في هذا البلد الاستراتيجي الواقع في امريكا اللاتينية بين البرازيل وفنزويلا والاكوادور وبنما. وتعتبر كولومبيا التي تعد الالاف من العناصر السابقين في القوات شبه العسكرية اليمينية وعصابات تهريب المخدرات اضافة الى متمردى الفارك وجيش التحرير الوطني " غيفاريون " من اخطر بلدان امريكا اللاتينية . ولم يسهم تزايد المستثمرين المتطلعين الى الموارد الطبيعية لهذا البلد مثل النفط والفحم والذهب والزمرد في انهاء الفقر المتواصل " 46 بالمائة من السكان يعيشون تحت خط الفقر " ولا في وضع حد للبطالة التي تمثل اكبر هموم الكولومبيين حسب الاستطلاعات . ويتعين على الرئيس المقبل ايضا ان يواجه مشكلة عزلة بلاده في المنطقة على الرغم من استفادتها من دعم الولاياتالمتحدة التي مولت مكافحتها المخدرات وحركة التمرد بنحو ستة مليارات دولار منذ 2000 . فقد ساءت علاقات كولومبيا بالجارة فنزويلا برئاسة هوغو تشافيز الذى لم يتسامح مع كولومبيا لتوقيعها سنة 2009 اتفاقا يتيح للجيش الامريكي استخدام ما لا يقل عن سبع قواعد عسكرية في البلاد . كذلك قطعت الاكوادور علاقاتها الدبلوماسية مع بوغوتا طيلة عشرين شهرا بعد ان امر خوان مانويل سانتوس بقصف معسكر لحركة الفارك في هذا البلد المجاور في مارس 2008 . وسيتولى خوان مانويل سانتوس منصب الرئاسة في 7 اوت القادم .