الهوارية 21 جوان 2010 (وات)- اسدل الستار امس الاحد بنادي البيازرة بالهوارية، ولاية نابل، على فعاليات الدورة 44 لمهرجان "الساف" التي انطلقت منذ يوم 17 جوان 2010 وشكل اليوم الختامي للمهرجان، الذي حضره السيد نذير حمادة، وزير البيئة والتنمية المستديمة حدثا احتفاليا متميزا، ابرز وفاء مدينة "اكيلاريا" او "مدينة النسور" لتقاليدها العريقة في احياء فن البيزرة، واستقطب اهتمام الاف المتفرجين من سكان الهوارية ومن المدن المجاورة بالاضافة الى عدد هام من المولعين بالجوارح ومن محبي البيئة من مختلف الاعمار. واثثت الحفل الختامي مجموعة من عروض الصيد ب"الساف" وبطائر "البرني"، اذ تداول المربون ومروضو الجوارح على منصة تم تركيزها للغرض بمكان مرتفع يحيط به جبل الهوارية ويطل مباشرة على البحر حيث تبدو جزيرتا زمبرة وزمبرتة على بعد اميال لتبرز جمال الهوارية وما حبتها به الطبيعة من مواقع خلابة. ويلقي "السياف"، وهو مربي الساف، بالفريسة عاليا بيده اليسرى ليطلق من يده اليمنى وفي حركة رشيقة طائر "الساف" الذي ينقض على فريسته في لمح البصر، ويتعالى من بعدها تصفيق الجماهير اعجابا بمهارة "امير السماء" ومربيه اللذين جسما في توحدهما عشق المدينة لطائر الساف وتمسكها بعادة توارثها الابناء والاحفاد جيلا بعد جيل. ومثل المعرض الوثائقي ومعرض الفن التشكيلي الذي اهتم بطائر الساف وتاريخ فن البيزرة في مدينة الهوارية, اللذين زارهما السيد نذير حمادة، مناسبة متجددة للتاكيد على شغف اهالي الهوارية بالجوارح وبالطبيعة وحرصهم على صيانتها حتى تبقى من اهم معابر الطيور المهاجرة في المتوسط. وسعت جمعية التنشيط والمهرجانات بالتعاون مع جمعية البيازرة الى ان توفر لسكان المدينة وضيوفها، الذين ما فتئ عددهم يتزايد سنة بعد اخرى، فضاء للترفيه والفرحة بما تضمنه برنامج المهرجان من فقرات متنوعة جمعت بين المعارض والمسابقات في الرسم والتصوير الشمسي والورشات بالاضافة الى المسابقات اليومية للصيد بالساف، التي انتظمت في اطار تصفيات مرشحة للمسابقة الختامية بين مربي الساف من حمام الاغزاز وقليبية والهوارية. وقد تواصلت فعاليات المهرجان في اطار امسيات ثقافية وحفلات فنية استقبل خلالها سكان الهوارية في بيوتهم طائر الساف ضيفا مبجلا لبضعة ايام ليعيدوه مع نهاية المهرجان الى سمائه محلقا من جديد حرا طليقا في رحلة جديدة نحو الشمال في انتظار موعد قادم.