قابس 15 أوت 2010 (وات)- تعتبر القرى البربرية والجبلية المنتشرة بعدد من مناطق ولاية قابس احدى ابرز مكونات المنتوج السياحي الذى توفره الجهة لزائريها وتحرص على ابرازه وتثمينه والترويج له بما يدعم مكانتها كوجهة سياحية واعدة وذات خصوصية وحال مغادرة الزائر لمدينة قابس فى اتجاه السلسلة الجبلية الفاصلة بين ولايتي قابس ومدنين تطالعه تجمعات القرى والمساكن القديمة بهاماتها الشامخة وطابعها المميز وأشكالها المتداخلة تحيل الناظر الى بعض تفاصيل الحياة فى هذه الربوع ونضالات سكانها في صراعهم مع قسوة الطبيعة هناك وعلى امتداد البصر تتناثر قرى /مطماطة القديمة/ و/توجان/ و/دخيلة توجان/ و/عرقوب الاسمر/ وغيرها من التجمعات فى مشهد اخاذ زادته مناظر الكثبان الرملية والاحراش والهضاب الكلسية روعة وجمال الطريق الى هذه المناطق وعرة وممتعة فى الان نفسه ولطالما سحرت هواة السفر والجولات الصحراوية الذين يقصدونها للتمتع بما احتوته من كنوز طبيعية ومظاهر الحياة البدوية بخيامها وقطعان الماشية واساليب الفلاحية التقليدية وقد اكتسبت قرية مطماطة القديمة شهرة عالمية بمنازلها الجوفية المميزة وكذلك منطقة توجان التى اتخذت من قمم الجبال حضنا لها وتجاوز صيتها جغرافيا الجهة وفرضت نفسها على عدسات المصورين اما /التوجاني/ اي ساكن هذه القرى فقد برهن على امتداد السنين على قدرة كبيرة على التكيف مع خصوصيات الارض والمناخ ونجح فى بناء المسكن الملائم منازل صنعت بمواد طبيعية محلية وابواب من جذوع النخيل وسلالم تصل المنازل بالمسارب الكثيرة التي تربط المساكن ببعضها البعض الحياة هنا هي مرادف لنمط عيش له خصوصياته الثقافية والحضارية والتقليدية من ملبس وماكل وطقوس متنوعة عادة ما توءثث حياة الاهالي فى مختلف المناسبات و/البرنس التوجاني/ هو سلاح الرجال فى هذه المناطق لقهر برد الشتاء القارس وهو يختلف عن غيره من البرانس الأخرى وكذلك /البلغة الجبلية/ و/الوزرة/ هي من مقومات اللباس التقليدي أما النساء فإنهن حريصات على ارتداء /البخنوق التوجاني/ ذى الاشكال والالوان المميزة ورغم تطور نسق الحياة وتنوع اتجاهاتها فان الاهالي حريصون على التمسك بتراث الاباء والاجداد ومصرون على المحافظة على خصوصياتهم لانها جزء من ذاكرتهم الجماعية