الحمامات 12 جويلية 2009 (وات) - افتتحت مساء السبت بالحمامات الجنوبية الدورة الرابعة عشرة دورة القدس للمهرجان العربى للاذاعة والتلفزيون الذى ينظمه اتحاد اذاعات الدول العربية بالتعاون مع مؤسستى الاذاعة والتلفزة التونسيتين من 11 الى 16 جويلية. ونقل السيد رافع دخيل الوزير المكلف بالاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين بالمناسبة عبارات ترحيب الرئيس زين العابدين بن على بضيوف تونس من المشاركين فى المهرجان الذى بات موعدا متجددا ينتظره الاعلاميون والمهتمون بقطاعى الانتاج الاذاعى والتلفزى فى العالم العربى لما يمثله من فرصة لرصد التوجهات المستجدة فى القطاع وتيسير سبل التعاون وتبادل الخبرات بين البلدان العربية. وقد ادرك هذا المهرجان الذي يعد اعرق تظاهرة عربية تعنى بالانتاج الاذاعى والتلفزى مرحلة النضج اذ يجمع بين الجانب الابداعى المتمثل فى المسابقات الرئيسية والموازية والجانب التجارى الذى تجسمه سوق البرامج الاذاعية والتلفزية فضلا عن الجانب الفكرى بتنظيم ندوة مخصصة هذه السنة لموضوع بالغ الاهمية هو القدس فى الاعمال الوثائقية العربية تناغما مع الاحتفال بالقدس الشريف عاصمة للثقافة العربية. واشار الوزير الى البرنامج الثرى والمتنوع الذى اعدته تونس لمواكبة لهذا الاحتفال فى تكامل مع برنامج تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية 2009 التى اذن باحيائها الرئيس زين العابدين بن على وساهم اتحاد اذاعات الدول العربية فى التعريف بمختلف فعالياتها. وكانت جهود الاتحاد من اجل ضم اكبر عدد ممكن من القنوات محل تثمين حيث اشار الوزير الى اهمية فتح مجال اوسع للقنوات العربية الخاصة وشركات الانتاج الخاصة لتشارك فى هذا المهرجان فضلا عن القنوات الدولية الناطقة بالعربية لما لها من اهمية متنامية فى المشهد الاعلامى العربى مبرزا دور وسائل الاعلام العربية وخاصة السمعية البصرية فى دعم القضايا العادلة للبلاد العربية والتعريف بموروثها الثقافى. واعرب السيد رافع دخيل عن الامل فى ان تشهد هذه الدورة اتفاقا حول خطة لتنفيذ انتجات عربية كبرى مشتركة بصفة منتظمة بالتنسيق بين اتحاد اذاعات الدول العربية واتحاد المنتجين العرب لاعمال التلفزيون منبها الى ما تزخر به المكتبات العربية من مؤلفات حول شخصيات واحداث ومراحل تاريخية عربية يصعب فى بعض الاحيان ان تقوم مؤسسة واحدة عمومية كانت او خاصة بانجازها حسب المقاييس العالمية ومقترحا لبلوغ هذا الهدف التاسيس لانتاج عربى مشترك يمكن الانتقال به فى مرحلة ثانية من الاقليمية الى العالمية بالدبلجة او العنونة. ودعا الوزير الاتحاد الى تنظيم دورة حول الانتاج التلفزى فى العالم العربى تضم ممثلين عن القطاعين العام والخاص وكذلك كل المتدخلين فى الانتاج السمعى البصرى للنظر فى الوضع الحالى للانتاج الاذاعى والتلفزى العربى والبحث فى طرق دفعه وسبل تمويله والترويج له. واثنى على سعي هذا المهرجان الى اثراء المشهد السمعى البصرى العربى موءكدا على مزيد التعمق فى مدى تلبية الانتاج التلفزى العربى لتطلعات المشاهد العربى وانتظاراته ومدى ابرازها لمسالة الحفاظ على القيم والتراث والهوية العربية الاسلامية وفى موضوع موسمية الانتاج اضافة الى بحث امكانيات التعريف بالانتاج التلفزى العربى لدى التلفزات الاجنبية. وبخصوص ندوة المهرجان حول القدس فى الاعمال الوثائقية العربية لاحظ الوزير انها مناسبة لابراز اهمية الاعمال الوثائقية الى جانب الاعمال الدرامية والفنية الاخرى مساهمة فى ايقاظ الضمائر وتعزيزا للتكامل المطلوب بين الذاكرة والحلم مبينا ان صناعة المضمون باتت فى زمن العولمة من الرهانات الكبرى التى يتوقف عليها وجود الدول والشعوب. ورفع السيد صلاح الدين معاوى المدير العام لاتحاد اذاعات الدول العربية من جهته الى رئيس الجمهورية اسمى معانى الاكبار العرفان على رعايته السامية للاتحاد واهتمامه بخططه وبرامجه من اجل تثبيت مقومات العمل العربى المشترك وتوطيد اواصر الاخوة والتضامن بين الشعوب العربية. ولاحظ ان المهرجان يشكل فضاء للتلاقى بين المبدعين والتقارب بين المهنيين وسائر المتدخلين فى صناعة الصوت والصورة ولعرض ما انجزوه من اعمال فى شتى اصناف الابداع الفنى الفكرى والاعلامى بما يدفع الى التنافس لتقديم الافضل. واشار الدكتور رياض نجم رئيس اتحاد اذاعات الدول العربية من جانبه الى الجهود المتواصلة التى يبذلها الاتحاد لتشجيع الانتاج العربى ومسايرة الاتجاهات المبتكرة من اجل دعم حضورها الفاعل وتعزيز اشعاعها داعيا الى توحيد اكبر للجهود العربية من اجل انتاج اعلامي وتلفزيوني عربي يضاهي الانتاجات العالمية. وتم فى السهرة الافتتاحية للمهرجان تكريم الفنان يحيى الفخرانى والمخرج التونسى شوقى الماجرى وكاتب السيناريو الفلسطينى رياض سيف والفنانة والمحلنة الفلسطينية ريم بنا والمخرج السورى حاتم على والممثل السعودى عبد المحسن النمر والاعلامى البنانى احمد على الزين والفنانتين التونسيتين منى نور الدين ودرة زروق. كما شمل التكريم شخصيات اعلامية عربية من بينها من تونس الاعلاميان عادل يوسف وجميل الدخلاوى. وعلى ايقاعات تونسية انطلقت لوحات العرض الافتتاحى للمهرجان التى تغنت كلها بالبلاد العربية فكانت الرحلة من تونس الى القدس مرورا بسائر الاقطار العربية مع وقفة فى موروثها وثقافتها. وجاء العرض فسيفساء من الالوان والانماط التعبيرية ومزيجا من الفنون فحضر الرقص والغناء وحضرت الصور التلفزية وحتى الخيول التى دخلت ركح العرض حاملة اعلام البلدان المشاركة فى المهرجان. العرض الذى انتجته موءسسة التلفزة التونسية للدورة الرابعة عشرة دورة القدس للمهرجان العربى للاذاعة والتلفزيون جاء مساهمة فى الاحتفالات بالقدس عاصمة للثقافة العربية وتاكيدا لحضور القدس فى المخيلة الجماعية العربية. وهو رحلة ما بين القيروان عاصمة الثقافة الاسلامية والقدس عاصمة الثقافة العربية وتحية من تونس ومن مبديعيها وضيوفها الى القدس الشريف