تونس 15 جويلية 2009 (وات) - انطلاقا من أرضية تاريخية تعود إلى أكثر من عشرين قرنا تولدت فكرة العرض السيمفوني الجديد حنبعل باركا الذي كان لجمهور الدورة 45 لمهرجان قرطاج الدولي السبق في متابعته سهرة الثلاثاء فكان تحية من أصحاب العمل للقائد القرطاجني حنبعل الذي خرج من إطار التاريخ ليصبح مصدرا للإلهام الفني. أكثر من مائة عازف بقيادة الموسيقار أحمد عاشور انتصبوا على ركح المسرح الروماني في إطار تزاوج فني بين الاركستر السيمفوني التونسي والفيلهارموني المغربي إلى جانب عازفين من الجزائر وفرنسا. تجسيد رحلة حنبعل مر بثلاث حركات سمفونية أريد من خلال الأولى وعنوانها فخر قرطاج التعبير عبر تصاعد النسق الموسيقي عن الاعتزاز بانتصارات هذا القائد أثناء الحرب البونية. وحملت الحركة الثانية العبور الطويل والتي تميزت بنسقها البطيء إلى رحلة التحدي التي خاضها حنبعل في جبال الالب والبريني بفيله الأربعين وبرجاله الذين فاقوا الثمانين الفا. وكانت الحركة الثالثة المسيرة المظفرة رحلة افتراضية تنبئ بعودة حنبعل إلى قرطاج عودة لم يقرها التاريخ ولكن تخيلها جلول عياد وجسدها بنسق موسيقي هادئ يصورالحلم. و بالتوازى مع هذه الحركات برزت إيقاعات متواترة للتعبير عن الانفعال حينا وفرض الهدوء حينا آخر فتداخلت النغمات وامتزجت بروح البحر الأبيض المتوسط في حركة يطلق عليها اسم القناوة نوع من الموسيقي المغربية وظف طابعه الصوفي للتعبير عن الرغبة في كسر القيود التي فرضها الرومانيون على قرطاج. كما كان لإيقاع صوت السيوف وركض الجياد التي جسدتها آلات الطبلة والدف قدرة كبيرة على العودة بالجمهور إلى المعارك التي شنها حنبعل ولصوت الناي الفضل في التعبير عن مراحل الهدنة وانتهاج سياسة الحوار لإخماد الثورة التي عرف بها هذا القائد. وعلى امتداد ساعة ونصف كرمت سيمفونية حنبعل باركا لجلول عياد هذا المبدع التونسي الذي أحب السيمفونيات وأنتجها رغم انتمائه لعالم المال والأعمال مسيرة القائد القرطاجني فنجحت في تحريك خيال الجمهور الحاضر بإعداد متوسطة وحنينه لتاريخ قرطاج الحافل بالأمجاد. يذكر أن هذا العرض الذي حضره السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث وسفير المغرب في تونس سيتابعه يوم الأربعاء 16 جويلية جمهور مهرجان الموسيقى السيمفونية بالجم.