سيدي بوسعيد 3 اكتوبر 2010 (وات)- امتزجت ايقاعات الآلات الافريقية التقليدية بنغمات القيثارة والكونترباص العصرية ليستمتع رواد مركز الموسيقى العربية والمتوسطية (النجمة الزهراء) بسدي بو سعيد مساء امس السبت، بمتابعة عرض افتتاح الدورة الخامسة لتظاهرة "موسيقات" الذي احيته الفنانة المالية باباني كوني مصحوبة بثلة من ابرع عازفي الترنيمات الافريقية. وانطلقت السهرة باداء هذه الفنانة باقة من الاغاني مستمدة من تقاليد شعب الماندانغ الذي تنتمي اليه حيث غنت للحرية والسلام وللمراة والحياة، فكانت بصوتها الجميل وحركاتها الرشيقة ورقصاتها المعبرة تبدو للحاضرين وكانها تسرد قصة. فاغنية (النساء) مثلا التي ابدعت في ادائها، تبرز معاناة المرأة الافريقية وسعيها الدؤوب الى اسعاد اسرتها وخدمة شعبها، بينما تشيد اغنية (تضامن) بقيمة التآزر بين الناس والشعوب وتدعو اغنية (سيدا) الى الوقاية من مخاطر مرض فقدان المناعة. قصص حكتها باباني كوني بجوارحها وحول العازفون كلماتها الى موسيقى افريقية هادئة تارة وصاخبة طورا ليفهمها ويتفاعل معها الحاضرون ومن بينهم وزير الثقافة والمحافظة على التراث السيد عبد الرؤوف الباسطي رغم عائق اللغة. سهرة افتتاح تظاهرة (موسيقات) المتواصلة الى غاية يوم 16 اكتوبر الجاري تميزت بتألق هذه الفنانة وافراد مجموعتها الموسيقية في تقديم اشهر اغاني التراث التقليدي لشعب الماندانغ. كما تميزت بحضور مكثف لعدد من الافارقة المقيمين حاليا بتونس تحولوا الى قصر النجمة الزهراء لمشاركة فنانتهم الغناء والرقص. وتابع الحضور من المولعين بالفن الافريقي التقليدي من تونسيين واجانب لوحة فنية، تشابكت فيها الالوان الجذابة للباس التقليدي الافريقي الذي ارتدته باباني كوني ومجموعة من النساء الافريقيات الحاضرات، بحلاوة الانغام الافريقية الجامعة بين انماط موسيقية عدة على غرار الجاز والبلوز. وتبقى الفنانة المالية باباني كوني المعروفة بادئها الجيد لكلاسيكيات التراث الافريقي وتاليفها وتلحينها لجل اغانيها خير سفيرة لثقافة شعب الماندانغ سيما وقد ورثت هذه الموهبة عن والدتها. وهي متحصلة على العديد من الجوائز الوطنية من بينها جائزة (تاماني) الذهبية التي احرزتها سنة 2008 كافضل مغنية في مالي . NNNN