لومي 8 أكتوبر 2010 (من مبعوث وات الخاص أمين عطية) - يجدد المنتخب التونسي لكرة القدم يوم الأحد العهد مع تصفيات كأس أمم افريقيا 2012 المقررة مرحلتها النهائية في الغابون وغينيا الاستوائية بملاقاة مضيفه الطوغولي في لومي لحساب الجولة الخامسة من منافسات المجموعة الحادية عشرة في لقاء يكتسي أهمية بالغة في السباق من أجل المراهنة على الترشح الى النهائيات. ويحدو نسور قرطاج عزم كبير على العودة بالعلامة الكاملة لرد الاعتبار وتصحيح المسار بعد بداية غير موفقة في هذه التصفيات اكتفت خلالها بانتصار على تشاد 3-1 في نجامينا مقابل تعادل مع مالاوي 2-2 في رادس وخسارة امام بوتسوانا صفر-1 في المنزه. ويحتل المنتخب التونسي حاليا المركز الثاني بمجموع 4 نقاط من 3 مباريات خلف بوتسوانا التي تملك 10 نقاط من 4 مقابلات. وتحتل مالاوي المركز الثالث برصيد 3 نقاط من 3 مباريات وطوغو المرتبة الرابعة بنقطتين من 3 لقاءات في حين تتذيل تشاد الترتيب بنقطة واحدة من 3 مقابلات. ويذكر ان صاحبي المركزين الاول والثاني للمجموعة يترشحان الى النهائيات. وبعد ان فوت في 5 نقاط كاملة على ارضه اصبح المنتخب التونسي امام حتمية التدارك وتفادي اي عثرة جديدة من شأنها ان تقلص من حظوظه في المراهنة على إحدى البطاقتين المؤهلتين لا سيما وانه سيكون على موعد مع تنقل ثان على التوالي في الجولة القادمة خلال شهر نوفمبر المقبل سيقوده الى غابورون لمواجهة بوتسوانا. وتعد هذه المقابلة اختبارا حاسما للمدرب الفرنسي برتران مارشان الذي اضحى اكثر من اي وقت مضى على رمال متحركة بالنظر الى الاداء المهزوز الذي ظهر به المنتخب تحت قيادته ضمن مجموعة يعتبرها الفنيون سهلة اذ لا تضم منافسين من الحجم الثقيل. ولم يسبق للمنتخبين التونسي والطوغولي ان تقابلا في العديد من المرات الا ان التاريخ يحفظ المواجهة التي جمعت بينهما يوم 7 جانفي 2000 بملعب المنزه عندما اكتسح المنتخب التونسي منافسه بسباعية نظيفة في احدى اثقل هزائم كرة القدم الطوغولية. ولئن ينتظر ان يحافظ مارشان على قناعاته التكتيكية من خلال مواصلة الاعتماد على طريقة 4 / 2 / 3 / 1 فإنه يبقى مدعوا للبحث عن الآليات والحلول لاستعادة التوازن في اكثر من خط خصوصا من الناحية الدفاعية التي شكلت في المباريات الثلاث الفارطة احدى ابرز نقاط الضعف في المنتخب وهو ما تجسد في قبول هدف على الاقل في كل لقاء وهي حصيلة سلبية بالنسبة لفريق يرنو الى حجز تأشيرة عبوره الى النهائيات القارية للمرة العاشرة على التوالي. وسيزيد غياب عدد من الركائز الاساسية في الخط الخلفي على غرار كريم حقي بسبب عقوبة الانذار الثاني وياسين الميكاري وانيس البوسعايدي بداعي الاصابة في تعقيد مهمة الاطار الفني باعتباره سيجد نفسه مطالبا بايجاد البدائل المناسبة التي من شأنها ان تمنح الدفاع التوازن المنشود وتضفي على ادائه الصلابة الضرورية حتى يشكل درعا حصينا امام مرمى الحارس وسيم نوارة الذي سيخوض اول مباراة دولية رسمية له. واذ تبدو مشاركة مدافع لنس الفرنسي علاء الدين يحي متأكدة فإن الغموض يكتنف هوية اللاعب الذي سيعاضده في المحور. ولئن ترجح التجربة كفة عمار الجمل صاحب الحنكة الافريقية على حساب كريم السعيدي الذي يعود الى اجواء المنتخب مجددا بعد احتجاب أكثر من عامين فإن الحسابات التكتيكية ولعنة الاصابات قد تدفع المدرب مارشان الى ادخال بعض التعديلات على مراكز اللاعبين من خلال التعويل على السعيدي في وسط الدفاع مقابل الاعتماد على الجمل على الرواق الايمن في صورة تأكد غياب البوسعايدي على ان يتكفل خالد السويسي بمهمة تنشيط الجهة اليسرى. ويتعين على الإطار الفني ايجاد التوازن الصعب في وسط الميدان الذي سيقوم بدور هام سواء على مستوى التغطية الدفاعية من خلال تامين عملية افتكاك الكرة والضغط على المنافس او على مستوى المساندة الهجومية عبر بناء اللعب وتمويل الخط الهجومي بكرات دقيقة. وإذ سيتواصل تثبيت خالد القربي في خطة لاعب ارتكاز فان المنافسة تبدو في المقابل حامية الوطيس بين الثلاثي وسام بن يحي ومجدي تراوي وشاكر الزواغي من اجل انتزاع المركز الثاني في هذه الخطة ودخول التشكيلة الاساسية بعد الاستغناء عن خدمات مهدي النفطي. وينتظر ان تمنح عودة اسامة الدراجي الذي منعته الاصابة من المشاركة في المباراة الاخيرة امام مالاوي حيوية اكبر على مستوى التنشيط الهجومي بفضل ما يتمتع به صانع العاب الترجي الرياضي من سرعة في التدرج بالكرة نحو مناطق الخصم وحبك الهجمات المنسقة. كما سيكون السهم السريع فهيد بن خلف الله احدى الأوراق الرابحة التي يعول عليها الاطار الفني لفتح ثغرات في صفوف الدفاع الطوغولي لما يملكه مهاجم بوردو الفرنسي من قدرة على المناورة والمراوغة. وبالنظر الى الانتعاشة الكبيرة التي يمر بها مع فريقه ماينس متصدر البطولة الالمانية بتسجيله ثلاثة اهداف في البوندسليغا فإن سامي العلاقي ينطلق بحظوظ وافرة على حساب لسعد النويوي وامين الشرميطي للعب كاساسي في الهجوم ومعاضدة عصام جمعة افضل هداف تونسي في هذه التصفيات برصيد 3 اهداف. ومن جهته سيحاول المنتخب الطوغولي استغلال اسبقيتي الارض والجمهور لتحقيق فوزه الاول في هذه التصفيات بعد تعادلين وهزيمة لانتزاع المركز الثاني وانعاش اماله في التأهل إلى كأس افريقيا للامم للمرة السابعة في تاريخه. ويعيش منتخب /الصقور/ منذ مشاركته في مونديال المانيا 2006 حالة من عدم الاستقرار اذ عجز عن التأهل الى النهائيات القارية غانا 2008 ومونديال جنوب افريقيا 2010 قبل ان ينسحب من نهائيات كاس امم افريقيا 2010 بانغولا اثر احداث كابيندا وكابوس الاعتداء على حافلة الفريق مما دفع نجم الكرة الطوغولية ايمانويل اديبايور مهاجم مانشستر سيتي الانقليزي الى اعلان اعتزاله اللعب دوليا. ولا يزال هذا الحادث يلقي بظلاله على المنتخب الطوغولي وهو ما تجسد في عدم تحمس العديد من اللاعبين للعودة للفريق على غرار مصطفى ساليفو /استون فيلا الانقليزي/ غير ان القائمة الحالية تتضمن بعض العناصر ذات الامكانيات المحترمة مثل المدافع سيناه مانغو /اولمبيك مرسيليا الفرنسي/ ولاعب الوسط رازاكا بوكاري /لنس الفرنسي/. كما تضم اللائحة التي اعلن عنها المدرب تيري فروغار لاعبين يعرفان جيدا كرة القدم التونسية وهما باكار اليونوفو مهاجم مستقبل المرسى والمدافع فانسون بوسو الذي كانت له تجربة قصيرة مع النجم الساحلي بداية العام الجاري. وسيدير المباراة التي ستنطلق على الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي /الرابعة بعد الزوال بتوقيت تونس/ الحكم السوداني خالد عبد الرحمان.