السيد عبد الرحيم الزوارى وزير النقل تونس 19 جويلية 2009 (وات) - إعادة التفكير في بعث وكالة وطنية للسلامة المرورية ودعم تكوين سواق النقل العمومي للأشخاص هي ابرز التوصيات المنبثقة عن أشغال المؤتمر الوطني للجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات الملتئم تحت سامي إشراف رئيس الجمهورية. كما ثمنت التوصيات الإنطلاق في اعتماد التكنولوجيات الحديثة وأنظمة النقل الذكية في مراقبة جولان أسطول الحافلات. ودعت من جهة أخرى إلى مراجعة شاملة لمجلة الطرقات تشمل بالخصوص العودة إلى إلزامية حزام الأمان داخل المناطق البلدية وخارجها إلى جانب تفعيل رخص السياقة ذات النقاط والإجراءات المتعلقة باستعمال الدراجة النارية وخاصة منها تسجيل هذا الصنف من المتحركات. وأكد السيد عبد الرحيم الزوارى وزير النقل لدى إشرافه على اختتام المؤتمر عشية يوم السبت بتونس الأهمية التي توليها تونس لمسالة السلامة المرورية ولإيجاد أنجع السبل للحد من الضحايا البشرية والخسائر الإجتماعية والإقتصادية الناجمة عن فواجع الطريق. وأبرز الإرادة السياسية القوية في تونس لمعالجة هذا الملف باعتبار أن تونس تسجل يوميا 27 حادثا على الطرقات يخلف 38 جريحا و4 قتلى وهو ما يتطلب تضافر جهود جميع المتدخلين للحد من هذا الكابوس اليومي. واعتبر الوزير أن النمو الإقتصادى والإجتماعي في تونس وما نجم عنه من تطور في حركة التنقل والمرور يفرض بلورة استراتيجيات تقوم أساسا على إرساء ثقافة مرورية اجتماعية وتربوية منذ النشأة داخل الفضاء المدرسي والأسرة وتعميم نوادي التربية المرورية وتكثيف الأنشطة ولا سيما خلال العطل على غرار صيف بلا حوادث و برنامج العطلة الآمنة. وشدد على أهمية تكوين العنصر البشرى في تحديد حجم الحوادث وخطورتها عبر إدراج مفاهيم السلامة المرورية في برامج تعليم السواق وامتحانات رخص السياقة وتأهيل الكفاءات المختصة وإثراء أساليب التكوين والرسكلة بالنسبة للسواق المهنيين. وأكد السيد عبد الرحيم الزواري ضرورة تطوير النقل العمومي الجماعي في المدن الكبرى الذي لا تتجاوز نسبة مساهمته في حوادث الطرقات 4 بالمائة مقارنة بأسطول السيارات الخاصة بما من شأنه أن يضمن سيولة أفضل لحركة المرور وسلامة أرقى على الطرقات. وأشار في ذات النسق إلى أن تونس عملت أيضا على تطوير النقل الحديدي عبر إقرار جملة من المشاريع ومنها خاصة مشروع الشبكة الحديدية السريعة في تونس الكبرى وتمديد شبكة المترو "منوبةالمروج". ولاحظ الوزير أن النقل الحديدي يعد من أهم الخيارات الإستراتيجية التي أقرتها تونس لتعزيز نقل الأشخاص والبضائع ومن ثمة ضمان سيولة أفضل وسلامة أكبر مع الحفاظ على البيئة. وأفاد أن الوزارة وضعت في إطار القانون التوجيهي للإقتصاد الرقمي خطة متكاملة لتكثيف استعمال أنظمة النقل الذكي عبر نظام متابعة الأسطول بالإعتماد على الأقمار الصناعية لتحديد الموقع سواء بالنسبة في مجال النقل العمومي للمسافرين أو نقل البضائع التي أثبتت نجاعتها على المستوى العالمي. وستتيح هذه الخطة متابعة دقيقة وحينية لوسائل النقل بما يساعد على تفادي الاكتظاظ والتدخل السريع عند حدوث أي طارئ تطوير الصيانة الوقائية ومتابعة المعطيات الفنية الخاصة بالمحرك. وتميز المؤتمر بحضور السادة يوب قوز رئيس المنظمة الدولية للسلامة المرورية (هولندا) وباتريك درويدان رئيس جامعة المعاهد الأوروبية للبحوث والدراسات في السلامة المرورية (بلجيكا) وعيسى القاسمي نائب رئيس المنظمة العربية للسلامة المرورية (الجزائر) وبيار غوستان المندوب العام للجمعية الفرنسية للوقاية من حوادث الطرقات وعز الدين الشرايبي رئيس المنتدى العربي للسلامة على الطريق من المملكة المغربية. وتطرق ضيوف المؤتمر في مداخلاتهم إلى أهمية تبادل التجارب في مجال السلامة المرورية وحوادث الطرقات وأكدوا ما تتميز به تونس من انفتاح على مختلف التجارب بما يعزز التعاون والتكامل بين الدول الشقيقة والصديقة في هذا المجال الحساس.