تونس 13 نوفمبر 2010 / وات/ يعد مرض السكرى من اخطر امراض العصر اذ يقدر عدد المصابين به حول العالم ب220 مليون مصاب وفق احدث احصائيات منظمة الصحة العالمية التي تؤكد ان هذا الرقم سيتضاعف بحلول سنة 2030 ما لم تتجند الاوساط الطبية والصحية الدولية للحد من انتشار هذا المرض. وتفيد الاحصائيات انه يتم سنويا تسجيل 7 ملايين حالة جديدة للسكرى "اى بمعدل حالة كل ثانيتين" و98ر3 ملايين حالة وفاة لاسباب مرتبطة بالسكرى "اى حالة وفاة كل 10 ثواني. وتحيي المجموعة الدولية اليوم العالمي لمرض السكرى يوم 14 نوفمبر وسط توقعات مفزعة بازدياد عدد المصابين بهذا المرض في العالم الى 440 مليون مصاب بحلول سنة 2030 ويعتبر داء السكرى السبب الرابع للوفاة في معظم البلدان المتقدمة واحد الاسباب الرئيسية للاصابة باضطرابات النظر وبالعمى وبمرض الكلى عند البالغين والسبب الاول وراء بتر الاطراف. وقد بدات مضاعفات هذا المرض تحظى باهتمام متواصل في السنوات الاخيرة من خلال اليوم العالمي لمرض السكرى خاصة في ما يتعلق بعلاقتها بامراض القلب وامراض العيون والكبد. وقد شرعت "الفدرالية الدولية للسكرى" والمنظمة العالمية للصحة في التحسيس بمخاطر السمنة لانها تعد السبب الرئيسي لمرض السكرى من الفئة الثانية حيث ان 90 في المائة من المصابين بهذا الداء يعانون من الزيادة المفرطة في الوزن. وفي هذا الصدد توصلت دراسة حديثة الى ان مليار و700 مليون شخص تتهددهم الاصابة بامراض بسبب الوزن الزائد كالسكرى وامراض القلب مما يشكل خطرا حقيقيا على صحة الانسان من جهة وعلى الوضعية الاقتصادية لمعظم دول العالم. ويتم انفاق من 5 الى 10 في المائة من ميزانية الرعاية الصحية العالمية على داء السكرى وقد يصل هذا الرقم الى 40 في المائة في بعض البلدان بحلول سنة 2025 اذا استمرت الزيادة في الاصابة بهذا الداء وفق التوقعات الحالية. ويعتقد المختصون ان نصف الاصابات بالسكرى من الفئة الثانية يمكن تفاديها من خلال مراقبة صارمة للوزن عند الاشخاص البالغين. ويعرف الخبراء مرض السكرى بانه مرض عضوى مزمن يؤدى الى زيادة مستوى السكر في الدم. وهناك نوعان من السكرى نوع يعتمد علاجه على الانسولين ويصاب به بالخصوص صغار السن والمراهقين الذين يستمر اعتمادهم على الانسولين طيلة حياتهم. اما النوع الثاني فهو السكرى الذى لا يعتمد على الانسولين ولا يتطلب العلاج به ويحدث عادة بعد سن الاربعين وتستخدم الحمية الغذائية في علاجه واحيانا يستعمل الانسولين بالاضافة الى الحمية. وللمحافظة على مستويات السكر في الدم تقوم غدة البنكرياس بافراز هرمون الانسولين الذى يستطيع خفض مستوى السكر في الدم بسبب قدرته على احداث تغييرات تسهل عبور ونفاذ جزئيات السكر الى داخل الخلايا ومن ثم حرقها وتوليد الطاقة منها. ويتوقف البنكرياس كليا او جزئيا عن انتاج الانسولين لاسباب غير محددة وهنا يتراكم السكر في الدم دون احتراق مما يدفع الكبد الى حرق مخزونه من السكر لامداد الجسم بالطاقة. وتجدر الاشارة الى انه لا يوجد علاج شاف لداء السكرى حتى الان ولكن بامكان المصاب السيطرة على المرض والتمتع بحياة طبيعية دون التعرض للمضاعفات من خلال اتباع نمط حياة صحي والالتزام بالارشادات الطبية الجيدة مع استخدام العلاج المناسب عند الضرورة. وفي هذا السياق تحث منظمة الصحة العالمية على اعتماد تدابير فعالة لرصد حالات السكرى ومضاعفاتها والعمل على مكافحتها ولا سيما في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. ولتحقيق هذا الهدف تسعى المنظمة الى توفير الدلائل العلمية اللازمة للوقاية من داء السكرى واذكاء الوعي بمخاطره ووضع قواعد ومعايير لرعاية المصابين به. وقد حددت الرابطة الدولية للسكرى ومنظمة الصحة العالمية سنة 1991 يوم 14 نوفمبر من كل سنة يوما عالميا للسكرى وهو تاريخ ميلاد مكتشف الانسولين فريدريك بانتينغ.