قمرت (الضاحية الشمالية لتونس) 29 ماي 2009 (وات) - ضمان حقوق المعوق في عهد التغيير والفرص المتجددة لإدماج الأشخاص الحاملين لإعاقة هو موضوع الندوة الوطنية الملتئمة يوم الجمعة بقمرت في الضاحية الشمالية للعاصمة تحت سامي إشراف السيدة ليلى بن على حرم رئيس الجمهورية في إطار الاحتفال باليوم الوطني للمعوقين الموافق 29 ماي من كل سنة. وبحثت الندوة المنعقدة ببادرة من الاتحاد التونسي لإعانة الأشخاص القاصرين ذهنيا الفرص الجديدة لإدماج الأشخاص المعوقين في ضوء المقاربة الاجتماعية والمكاسب القانونية للنهوض بالمعوق في تونس فضلا عن سبل توظيف تكنولوجيات الاتصال لإدماج الطفل المعوق ودور المجتمع المدني في معاضدة جهود الدولة لرعاية الأشخاص الحاملين لإعاقة. وأكدت السيدة سارة كانون الجراية وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين لدى اختتامها الندوة الحرص في تونس على تعزيز آليات إدماج الأشخاص المعوقين في الحياة العامة ودعم إسهامهم في المسار التنموي للبلاد إحداث 306 مدرسة دامجة و70 قسما تحضيريا دامجا للطفل المعوق وأبرزت الوزيرة الدور الموكول للبرنامج الوطني للإدماج المدرسي للأطفال المعوقين ضمن المسار التعليمي العادي حيث تم إحداث 306 مدرسة دامجة و70 قسما تحضيريا دامجا للطفل المعوق موزعين على كامل التراب الوطني. كما تم تعميم مراكز الإعلامية الموجهة للطفل المعوق وتجهيزها بأحدث التقنيات لتمكين هذه الفئة من استخدام التكنولوجيات الحديثة للاتصال.وتسنى لهذه المراكز تكوين 226 ألف طفل. وخصصت نسبة 3 بالمائة من مواطن التكوين بالمراكز القطاعية للتكوين المهني لفائدة الأشخاص المعوقين إضافة إلى ما تؤمنه المؤسسات ومراكز التربية المختصة من خدمات تاهيلية لمن يتعذر عليهم التسجيل بالمنظومة العادية للتكوين المهني. وتطرقت الوزيرة إلى الجهود المبذولة للنهوض بتشغيل المعوقين مشيدة بدور النسيج الجمعياتى في هذا المجال وخاصة جمعية بسمة للنهوض بتشغيل المعوقين التى تراسها السيدة ليلى بن على حرم رئيس الجمهورية وكانت السيدة نجاح بلخيرية القروي كاتبة الدولة المكلفة بالنهوض الاجتماعي أكدت في افتتاح الندوة العناية الخاصة التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي للأشخاص المعوقين من اجل الارتقاء بهم من طور المساعدة إلى طور الإدماج مستعرضة جملة الانجازات التي تحققت لفائدة هذه الشريحة لاسيما الإطار التشريعي المتطور والموارد المادية والبشرية اللازمة. وأبرزت تعدد وتجدد فرص واليات الإدماج التي وضعتها الدولة انطلاقا من الإدماج المدرسي والمهني وصولا إلى الإدماج الاجتماعي والاقتصادي مؤكدة دور النسيج الجمعياتي في مجال تأهيل وإدماج وتشغيل المعوق عبر نشاط 600 ورشة تكوين بمراكز التربية المختصة يستفيد من خدماتها 7000 شاب معوق. وقدمت السيدة سعاد باباي أستاذة حقوق في مداخلة حول المكاسب القانونية للمعوق في عهد التغيير ومن أهمها القانون التوجيهي للنهوض بالأشخاص حاملي الإعاقة وحمايتهم وتخصيص يوم وطني للمعوقين وإحداث المجلس الأعلى لرعاية الأشخاص المعوقين فضلا عما تضمنه البرنامج الانتخابي لتونس الغد من دعم لحقوق المعوق في مجالات الوقاية من انتشار الإعاقة وتكريس مبدأ تكافؤ الفرص وضمان الرعاية والتأهيل للأشخاص المعوقين وعائلاتهم وإدماجهم. وابرز السيد لطفي الهذيلي مدير بوزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج مقومات السياسة الاجتماعية الوطنية في مجال النهوض بالأشخاص المعوقين المعتمدة على مبدأ التمييز الايجابي لهذه الفئة بتخصيص نسبة 1 بالمائة من الانتدابات السنوية بالمؤسسات العمومية والخاصة لهذه الفئة و3 بالمائة من مواطن التكوين المهني لفائدتها. وفي سياق آخر بين السيد هشام مزهود مدير عام المركز الوطني للإعلامية الموجهة للطفل المعوق أن إحداث هذا المركز في جانفي 2003 مثل تجربة ناجحة بفضل تضافر جهود مختلف الهياكل ذات العلاقة مشيرا إلى تطور عدد الفضاءات الخاصة بالمعوقين التي توفر النفاذ إلى المعلومات باعتماد المعينات التقنية والبرمجيات الخاصة.