تونس 24 ديسمبر 2010 (وات) - تسعى الدورة الاولى لأيام قرطاج الموسيقية الى التأسيس لتقاليد جديدة في اللقاء والحوار والابداع والتفاعل مع الاخر، وهذا ما اكتشفه الجمهور مساء أمس الخميس بالمسرح البلدي بالعاصمة في سهرة خاصة جمعت بين مسابقة المعزوفات والأغاني في جزئها الثالث والأخير وألوان موسيقية طربية تونسية وشرقية أمنها الفنان صابر الرباعي ضيف شرف السهرة. اتسم الجزء الأول من الحفل بمراوحة بين المعزوفات والأغاني التي تتنافس على جوائز المهرجان البالغة قيمتها 30 الف دينار للمتحصل على التانيت الذهبي و21 الف دينار للمتحصل على التانيت الفضي بالنسبة لمسابقة الأغاني، و10 الاف دينار للمتحصل على التانيت الذهبي و7 الاف دينار للمتحصل على التانيت الفضي بالنسبة لمسابقة المعزوفات. وتولت الفرقة الموسيقية بقيادة الموسيقار عبد الحكيم بلقايد التنفيذ الموسيقى لمعزوفات السهرة الثالثة والأخيرة للمسابقة حيث قدمت وصلات "وعد" لمنير الغضاب /تونس/ و"هذا أنا" لابراهيم محمد عمر /ليبيا/ و"ماي لوف ايز بيغر" لمحمد الفاضل بوبكر /تونس/. / وفي ما يخص الأغاني فقد تداول نخبة من المطربين من تونس ومن المغرب العربي على اعتلاء الركح لأداء الجزء الأخير من الأغاني التي تم قبولها ضمن 22 أغنية للمشاركة في النهائيات حيث أدت المطربة ناجحة جمال من ليبيا أغنية "يا غالي" من كلمات الشاعر حسن شلبي وألحان سمير شعير ومن موريتانيا قدمت المطربة منى بنت دندني أغنية "الوداع" للشاعر بدي ولد ابنو والملحن الوليد ولد دندني. أما المشاركة التونسية فقد تمثلت في أغاني "قنديل باب منارة" التي أداها ولحنها الفنان محمد الجبالي وهي من كلمات حاتم القيزاني و"يا طير" والتي قدمها عماد مسعود للشاعر عبد الحفيظ سويد ومن الحان المنصف الفريني، و"تتكلمي على الصبر" التي غناها المطرب رؤوف عبد المجيد وكتب كلماتها محمد المحمدي ولحنها ياسين بن سعيد و"يا أمي" التي أدتها المطربة سريا القسنطيني من كلمات خالد الوغلاني وتلحين محسن الماطري. جمع الجزء الأول من السهرة بين مقامات وألوان موسيقية مختلفة المدارس وهو ما يعكس انفتاح هذه الدورة على محيطها المغاربي والعربي ومنحها فرصة للمبدعين وخاصة الشباب منهم للبروز والتميز. وتعد أيام قرطاج الموسيقية مولودا ثقافيا فنيا جديدا لاقى تفاعلا كبيرا من الموسيقيين العرب بصفة عامة والموسيقيين التونسيين بصفة خاصة وهو ما عبر عنه الفنان صابر الرباعي الذي أمن الجزء الثاني من السهرة باعتباره ضيف شرف المهرجان. ويبدو أن الجمهور الحاضر انتظر بلهفة اعتلاء الفنان صابر الرباعي ركح المسرح حيث حظي باستقبال حار رد عليه بكلمات شكر خاص ل"جمهور وفي للأغنية في عرس فني تونسي" وكانت أغنية "يا أغلى ما عندي" أول أغنية يقترحها صابر على جمهوره الغفير وتلتها أغنية "يا للا" ليقدم لاحقا كوكتالا موسيقيا جمع فيه أغاني من إنتاجه الخاص فجاءت "عز الحبايب" التي مهدت طريق النجاح لصابر في المشرق العربي و"ولا كلمة" و"يالي بجمالك"... وبطلب من الجمهور أدى صابر أغنية "صرخة" التي توج بها سنة 1996 بالجائزة الكبرى في النسخة القديمة للمهرجان "مهرجان الموسيقى التونسية". وفي تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء /وات/ قال صابر الرباعي ان أيام قرطاج الموسيقية تعكس توجها سليما سيكون له الأثر الايجابي على مستقبل الأغنية التونسية والعربية وتمنى ان تقام الدورات القادمة لهذه التظاهرة في فضاءات أوسع لكي تبلغ النجاح المنشود مشيرا الى أهمية الفضاءات التي ستوفرها مدينة الثقافة لاحتضان التظاهرات الفنية الكبرى على غرار أيام قرطاج الموسيقية ولعل حضور أسماء موسيقية تونسية وعربية في هذه الدورة من شأنه ان يثري مضامينها وان يصنع الحدث لكي تكون الأيام احتفالا جماعيا داخل فضاءات العروض وخارجها.