تونس 30 ديسمبر 2010 (وات)- تعرض بداية من مساء اليوم الخميس 30 ديسمبر الجاري والى غاية 22 جانفي 2011 بمتحف مدينة تونس /قصر خيرالدين / 150 لوحة من أعمال الفنان التشكيلي علي بن سالم بمناسبة الاحتفاء بمرور مائة سنة على ميلاده و تؤرخ الأعمال المعروضة التي تم تدشينها من قبل السيد عبدالروءف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث للمرحلتين الأولي والثانية من حياة هذا المبدع، خلال فترة الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين واللوحات المعروضة مأخوذة من مجموعة الديوان القومي للصناعات التقليدية التي كان مديرها الفني أنذاك الرسام عمر الغرايري المعروف برسم /البدوية/ على سجائر أرتي وامضائه بحرف واحد /غ/ الى جانب مصادر أخرى مختلفة من بينها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وبلدية تونس واشخاص قريبين من المحتفى به. وتعكس هذه الأعمال التي تتمثل في المائيات في المرحلة الأولي جوانب من الحياة في المدينة العتيقة بحرفها وأعيادها وطقوسها الاحتفالية كما تبرز اللوحات المعروضة القيمة والأهمية التي كان يعطيها هذا الرسام الى منتوجات الصناعات التقليدية وهو ما لا يعد غريبا على شخص اشتغل طويلا في متحف الفنون الشعبية "دار المستيري" حيث تعامل مع التقنيات القديمة في هذا المجال وأعاد صياغة الأشكال المستعملة في الديكور والتزويق الموظفة في مختلف المهن. أما المرحلة الثانية فتتميز بأعمال يسيطر عليها تواجد المرأة والخيول والحمام والغزلان والألوان الزاهية ضمن رسوم زيتية تبرز شغف هذا الفنان بالبحث عن عالم المثل والخيال المجنح والفردوس المفقود كما أنه توخي في هذه المرحلة طريقة الفنانين الذين يشتغلون على الزجاج من حيث استعمال الألوان المشرقة اضافة الى اشتغاله على الفسيفساء وينتهج علي بن سالم الرمزية المجازية في اعماله حيث تبدوالأشكال محددة بواسطة خطوط مقوسة مرنة ودقيقة وتتكرر هذه الأشكال في جل اعماله. وتكريما له وتخليدا لأعماله صدر بعضها ضمن طوابع بريدية ومن بينها لوحتان عنونهما المحتفى به "حلم في الفضاء التقليدي" و "عرس في الهواء الطلق". وفي الكلمة التى خطها وزير الثقافة والمحافظة على التراث في الكاتالوغ الصادر بالمناسبة أوضح أن على بن سالم هذا الفنان الأصيل الذي قضي أكثر من أربعين سنة في السويد ظل تونسيا حتى النخاع، حلق في أجواء العالمية الرحبة ولم ينبت وعاد الى تونس وأحب مدينة الحمامات واستقر بهاوكان بيته فيها متحفا وموئل لقاء للمبدعين والفنانين ومنتدي للمثقفين ويمهد هذا المعرض لاصدار وثيقة شاملة حول الأعمال الكاملة لعلي بن سالم.